منذ بدء الثور السورية رأينا الكثر والكثير من مؤتمرات المعارضة، وفي كل منها لم يتم دعوة الحركة الكُردية بشكل رسمي، فقد كانوا يقومون بارسال دعوات فردية لبعض الشخصيات المستقلة وبعض الاحزاب الكُردية- طبعاً بعد اختيار اللجنة التحضيرية والانتهاء من صياغة البيان الختامي- بشكل مقصود ومدروس وذلك لاضعاف الحركة الكُردية وتشتتها، ومع الاسف الشديد كان يتم تلبية الدعوة، وكالعادة يحضر المدعوين المؤتمرليقفوا أمام خيارين أولهما التوقيع على البيان الذي لا يتضمن حتى الحد الادنى من حقوق الشعب الكُردي المشروعة وثانيهما الانسحاب، ولحسن الحظ كانوا يفضلوا الخيار الثاني وكلاهما ينعكس سلبا على القضية الكُردية، ولذلك فان عدم حضورها بهذا الشكل يكون الخيار الامثل، ودائما تكونوا حجج المدعوين بان عدم الحضور يفتج ابواب الاتهام وفرص اهمال القضية الكُردية، ومع العلم بان المعارضة كانت على علم اليقين مسبقأ بعدم رضى المدعوين بما سينبثق من المؤتمر من نتائج، وكانها كانت مصرة على تشويه سمعة الشعب الكُردي وكل من يمثله.
وعلى ما يبدوا بأن المجتمع الدولي لا ينظر الى مسألة اسقاط النظام بشكل جدي لذلك فهوا يتعامل مع هكذا معارضة، وإن كانوا فعلاً جادين في اسقاط النظام لا بد من مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في تحديد مسار مستقبل سوريا، وكمثال على ذلك ” العراق ” فلم يهاجموا نظام صدام حسين إلا بعد ضمان حقوق جميع مكونات الشعب العراقي.
ولذا على الحركة الكُردية -أو تحت أي مسمى أخر- أن لا تضم الى اي طرف من اطراف هذه المعارضة المزيفة. لانها ستعطي شرعيةً اقوى بدخولهم اليها، بل يجب أن تكون طرفاً مستقلاً قوياً لها ثقلها الاكبر بين المعارضة السورية وأن تكون مفاوضاُ مع باقي اطراف المعارضة، وعند ذلك سوف تستطيع قلب كل المعادلات لصالحها إن عملت بالشكل الصحيح.
اصدقكم القول بأنه إذا توحدنا وحافظنا على مناطقنا فعندئذ ليست المعارضة فقط بل المجتمع الدولي أيضا سيضطر لادخالنا الى كافة المعادلات المتعلقة بالشان السوري، لانه لا يهمه الا مصالحه، ومصالحه مع من يسيطر ويحافظ على الارض الواقع وليس ساكيني الفنادق والذين لا يخروج إلا ببعض الكلمات المدونة على الاوراق دون ترجمتها الى أفعال.
جاندار حسين – اسطنبول
عضو المجلس الوطني الكُردي في سوريا-ممثلية تركيا