العدوان التركي المستمر على عفرين، منذ 20 كانون الثاني/يناير 2018 بالتعاون مع الفصائل المسلحة السورية المتشددة المرتبطة بها والمتعاونة معها، في ظل استمرار الصمت الدولي، يؤدي إلى ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق السكان المدنيين فيها، وينذر بوقوع كارثة إنسانية خطيرة وارتكاب عمليات تطهير عرقي واسعة النطاق بحقهم، خاصة بعد أن تم فرض ما يشبه الحصار الكامل على مركز مدينة عفرين، التي يسكنها أكثر من مليون نسمة، وقيامها خلال عملياتها السابقة وسيطرتها على العديد من المناطق، بارتكاب العديد من الانتهاكات والجرائم، التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وببث العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تهدد فيها السكان الكرد في المنطقة بعمليات القتل والبطش والتنكيل.
ونعتقد أنه في ظل مثل هذه المعطيات والمخاوف، وفي ظل غياب مستلزمات الحياة الأساسية في عفرين، من قطع المياه والكهرباء والاتصالات..، عن السكان، بعد سيطرة الجيش التركي والفصائل السورية المرتبطة به على مصادرها، لا بد للمجتمع الدولي من التدخل وإيجاد الحلول الجادة المؤدية إلى تجنب وقوع هذه الكارثة الإنسانية وعمليات الإبادة الجماعية بحق السكان المدنيين وحمايتهم.
وفيما يلي بعض الحالات والتطورات، التي حصلت من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به، على مدار (24 ) الساعة الماضية، والتي تشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهي:
* علمنا أن مدينة عفرين ومحيطها، تتعرضان للقصف العنيف بالسلاح الثقيل والغارات الجوية، من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به والمتعاونة معه، منذ يوم أمس الأحد وحتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وقد علمنا أن الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به، قامت اليوم الاثنين، باستهداف المدنيين المدنيين المتجهين للقرى الآمنة وقنصهم، بالقرب من قرية عندارة – عفرين، مع وقوع إصابات، لم يتسنى لنا توثيقها بالأسماء، في محاولة لضمان محاصرة أكبر قدر ممكن من المدنيين في داخل عفرين. والجدير ذكره أن الطائرات التركية، قامت في أوقات سابقة بقصف الممرات الإنسانية، ومنها: طريق جبل الأحلام.
كما وقام الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به، اليوم الاثنين، بقصف حاجز معراته – عفرين، ما أدى إلى فقدان حياة عدد من الأشخاص، عرفنا منهم: محمد حسين مصطفى رشو.
* وعلمنا أيضاً أن قرى: “شاديرا” و “إيسكا” – ناحية جنديرس، تتعرضان للقصف العشوائي بالسلاح الثقيل والغارات الجوية، من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به، منذ يوم أمس الأحد والمستمرة حتى الآن.
* كما وعلمنا أيضاً أن قرى “كوتنا” و “قزل باش” و “قاشا” و “درويش” – ناحية بلبلة، تتعرض للقصف بالسلاح الثقيل والغارات الجوية، من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به، منذ يوم أمس الأحد والمستمرة حتى الآن، مع وقوع اشتباكات بينها من جهة، وبين “قوات سوريا الديمقراطية” من جهة أخرى.
* كما وتتعرض محاور قرى “باسلية” و “فيلا القاضي” – ناحية شيراوا، للقصف بالسلاح الثقيل والغارات الجوية، من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة السورية المرتبطة به، منذ يوم أمس الأحد والمستمرة حتى الآن، مع وقوع اشتباكات بينها من جهة، وبين “قوات سورية الديمقراطية” من جهة أخرى.
وقد أدى قصف الجيش التركي والفصائل امسلحة السورية المرتبطة به، على قرى ناحية شيراوا، إلى إصابة عدد من المدنيين، إصابات بعضهم خطيرة، حيث عرفنا منهم:
1 – آزاد محمد خلو (25 ) عاماً – قرية باسوطة، إصابة بشظية في الوجه
2 – زهير يوسف (45 ) عاماً – قرية كرزايلة، إصابة في الساق
3 – ريحانة محمد – قرية بعيه
4 – جمعة رجب (21 ) عاماً – قرية زربة، وضعه حرج
* وعلمنا أيضاً أن محور راجو، لا يزال هدفاً لأعنف الغارات الجوية التركية والقصف بالسلاح الثقيل، الذي يستهدف كامل قرى المحور، مع تركيزها على “تلة بلال الحبشي”.
* ومن جهة أخرى وفي موضوع ذي صلة، استهدف الجيش التركي، في منطقة الحدود الفاصلة بين منطقة تربة سبي “القحطانية” – محافظة الحسكة، وتركيا، اليوم الاثنين، محيط قرى: “كرديم” و “ملا عباس” و “وكيل حسناك”، بعدد من قذائف الهاون، حيث علمنا أن إحدى القذائف أحدثت أضراراً بأنابيب النفط في محيط قرية “كرديم”.
والجدير ذكره أن الجيش التركي، يستهدف منذ فترة عدد من المناطق الحدودية الكردية في سوريا، وكان قد استهدف قبل أيام بعض المدنيين في سري كانيي “رأس العين” – محافظة الحسكة.
إننا في مركز “عدل” لحقوق الإنسان، وفي الوقت الذي نعلن فيه تضامننا الكامل مع أسر الضحايا، فإننا نتوجه بالتعازي القلبية الحارة لجميع من فقدوا حياتهم، مع تمنياتنا بالشفاء العجل للجرحى.
وإننا ندين من جديد العدوان التركي على عفرين، ونطالب المجتمع الدولي، إجبار تركيا على الالتزام الكامل بقرار الهدنة الصادر عن مجلس الأمن، وممارسة صلاحياته في ردع العدوان وقمعه، والعمل على حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتحويل مرتكبي هذه الجريمة، إلى المحكمة الدولية لينالوا جزائهم العادل،.
كما ونطالب الجهات الدولية المؤثرة في الأزمة السورية، والأمم المتحدة، بإتخاذ خطوات حقيقية وجادة لحماية المدنيين في عفرين من كارثة حقيقية تهدد حياتهم، وتنذر بخطر القيام بإبادة جماعية وعمليات تطهير عرقي بحقهم.
12 آذار/مارس 2018 مركز “عدل” لحقوق الإنسان