بمناسبة مرور (مئة و عشرين )عاما على صدور أول صحيفة كردية((كردستان)). صديق ملا

Share Button

بمناسبة مرور (مئة و عشرين )عاما على صدور أول صحيفة كردية((كردستان)).
تحية إلى الرواد الأوائل …

((جكرخوين الثورة……))

يعتبر الشاعر الكردي الكبير جكرخوين أحد أولئك المثقفين الكبار من الكرد الذين سخروا حياتهم في خدمة شعبهم وتقدمه ،والذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل سعادة شعبه ورفاهيته ، من خلال قول كلمة الحق والدفاع عنها .
فهو وبحق يعتبر قامة شعرية ثقفافية رائدة ليس بين شعراء الكرد في سورية فحسب ؛ بل في كافة أجزاء كردستان ؛ وظل شاعرا متمردا لا يستكين ولا يخنع ولا يعرف اليأس إلى تفكيره سبيلا ؛ ولا يستسلم ؛ ويرى الشمس من خلف كتل الضباب والغيوم؛ مفعمة بالأمل.
وللحديث عن حياة عظيم وكبير ك(جكرخوين )والتعرف بحياته ومحاولة إلقاء الضوء على مسيرته النضالية الثرة والذي أصبح وبنضاله وكفاحه المتواصل صوت كردستان الجريحة ؛ وعاشق الحرية لهي محاولة صعبة أن تختصر في مقالة كهذه……
فقد سطع نجمه في كافة أجزاء كردستان وفي جميع الأوساط الديمقراطية والتقدمية في العالم كشاعر وأديب ومثقف
مقتدر وسياسي محنك من الطراز الأول ؛ فلم يكن شاعرا فقط ؛ بل كان لغويا وكاتبا للتاريخ الكردي ومناضلا سياسيا يشهد له مواقفه الحازمة تجاه القضايا السياسية والمشاكل الإجتماعية في وطنه كردستان .
وعاصر في حياته الكثير من الانتفاضات والثورات الكردية التي قام بها الشعب الكردي لنيل حقوقه القومية وتحقيق استقلاله وكان له في ذلك العديد من المواقف الإيجابية منها والنقدية .
وقام بالعديد من النشاطات السياسية فأسس مع مجموعة من رفاقه(جمعية الشباب الكردي ) محاولا نشر أفكاره ومعتقداته السياسية بين الشباب عن طريق هذه الجمعية وينورهم بحب الوطن وتربيتهم على النضال لتحقيق الحرية لشعبه الكردي ؛ فقد كان يعلمهم اللغة الكردية ؛ ويشعر بالبهجة والسرور عندما يقوم بهذه النشاطات السياسية لأنه كان ينعش آمال شعبه بهذه الخطوات الإيجابية والجريئة لكنها لم تدم طويلا فقد أغلقت السلطات الفرنسية تلك الجمعية .
إضافة إلى ذلك فقد وجه جكرخوين في قصائده ونضاله اليومي الكثير من الانتقادات السياسية إلى الرجعيين والمتدينين والأغنياء والأغوات من الشعب الكردي ؛ وكان يمتاز بمواقفه السياسية الجريئة ، ففي عام 1948وعندما تسلم حسني الزعيم مقاليد السلطة في سورية بانقلاب عسكري أعتقد جكرخوين أن الزعيم عاقد عزمه على إنشاء دولة كردية لكنه غير فيما بعد نظرته من الزعيم والضباط الكرد ويقول عنهم:
(أنهم لم يعترفوا بهويتهم الكردية ؛ ويخافون من الكشف عن هويتهم الكردية… )
وكان جكرخوين يحارب من ثلاث جبهات:
الرجعيين الكرد_الشيوعيون السوريون بشكل عام والكرد منهم بشكل خاص ؛ والأجهزة الأمنية السورية.لكن محاولاتهم باءت بالفشل واستمر جكرخوين وبثبات على نهجه في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي المشروعة .وما إن تأسس أول تنظيم سياسي كردي في سورية في 14 حزيران 1957 حتى بادر جكرخوين الإنضمام إلى الحزب الوليد و بعد ذلك توجه وبقرار من الحزب إلى بغداد لتدريس اللغة الكردية في جامعة بغداد وبقي هناك حتى عام 1962 وعاد إلى سورية ليمارس نشاطه السياسي بكل تفان وإخلاص ؛ وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سورية عام 1967 حتى وفاته في 22 تشرين الأول 1984.
وحارب وبثبات وبعزيمة منقطعة النظير كافة أشكال التخلف والإضطهاد الذي كان يخيم على المجتمع الكردي وتحول إلى منارة شامخة تضيء للأجيال الناشئة دروب التحرر والإنعتاق من الظلم والجورالذي يكابده شعبه الكردي ؛ وتحدى وبعزيمة فولاذية (صلافة الحكام والطبقات الرجعية) في المجتمع التي لم توفر جهدا في محاربة أفكاره التقدمية دون جدوى ؛ فتعرض خلال مسيرته النضالية الشاقة إلى كافة صنوف العذاب من ملاحقة وسجن وتعذيب ونفي وحرمان وجوع وإنكار .
لكن كل ذلك لم ينل من عزيمته الوقادة ؛ بل زاده عزيمة وكبرياء وعطاء .
وبحق يعتبر جكرخوين مدرسة خاصة قلدها الكثير من الشعراء والأدباء الكرد ؛ وبارعا في تجسيد الحياة الكردية ومعاناة شعبه ، وملتزما بقضايا أمته ؛ وكان مصرا على كتابة أشعاره بلغته الأم(الكردية ) فيقول:
(إذا كتبت بلغة الآخرين ستضمحل لغتي ؛ أما إذا كتبت بلغتي الكردية فإن الآخرين سيحاولون قراءة وكتابة لغتي ….. ) وقد ترك وراءه إرثاً ثقافيًا ثراً وغنياً
من تحريره ورئاسته لمجلة ((Gulistan))الذي كان يصدره الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريه ، ومجموعة من الدواوين والمجلدات والقصص أغنت المكتبة الكوردية وأصبحت مراجع معتمدة لدى القراء والباحثين الكورد…….
كنت عظيماًوستبقى عظيماً ….

ألمانيا 22 / 4/ 2018

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 86 من جريدة التقدمي

صدر العدد (86) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في منظمة ...