وصف بشار الجعفري المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي بالمعتوهة والمجنونة، بعدما قالت إن انتهاكات النظام السوري أكثر من خروقات المعارضة المسلحة.
بيروت: ليس الغرابة في أن يتخطى رجال النظام السوري حدود اللياقة في التخاطب، حتى الدبلوماسيين منهم، فهم خريجون أوفياء لمدرسة بشار الأسد، الذي لم يجد ما يوقفه عن قتل شعبه بالآلاف خلال ثلاثة أعوام، لسبب بسيط وهو مطالبتهم بحرية سلبها منهم والده من قبله، خلال أربعة عقود من الزمن.
فهل غريب أن يتطاول ممثل للنظام السوري على مسؤول اممي إن كان سيد النظام قد تطاول على البشرية جمعاء بأكثر من 360 برميلًا متفجرًا حتى الآن، قتلت الآلاف من السوريين، وبهجمات كيميائية أفنت آلافًا أخرى؟
انتهاكات النظام أكثر
فبشار الجعفري، ممثل الأسد في الأمم المتحدة، وجد طبيعيًا أن يصف نافي بيلاي، المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بالمجنونة. أما السبب فكان أن بيلاي نطقت بالحق، إذ قدمت نافي مطالعتها أمام مجلس الأمن الدولي حول أوضاع حقوق الإنسان في سوريا، وأكدت أن انتهاكات قوات النظام لحقوق الإنسان تفوق بكثير خروقات المعارضة المسلحة.
لم تفش بيلاي سرًا. فعلى الرغم من الأخطاء الجسيمة التي تقع فيها المعارضة السورية المسلحة في المناطق المحررة، وعلى الرغم من الظلم الذي تلحقه الكتائب الاسلامية بالناس في فرضها الشريعة الاسلامية في مناطق نفوذها، يبقى النظام السوري متفوقًا في عمليات القتل والاعتقال والتعذيب حتى الموت، والتجويع حتى الاذعان أو الفناء جوعًا.
فالعالم يعرف أن الأطفال في درعا وحلب لا يموتون ببراميل متفجرة يرميها الجيش السوري الحر، وأن المساعدات الغذائية ليست ممنوعة من الوصول إلى السوريين بسبب أحرار الشام أو غيرها من الكتائب المقاتلة.
معتوهة ومجنونة
صعق الجعفري من الحقيقة، وهي جارحة فعلًا. فخرج عن طوره، وعن أدبه، وعن اصول التعامل الدبلوماسي، ورد على بيلاي بأسلوب غير لائق أبدًا. فقد وصف الجعفري بيلاي بأنها تتصرف بانعدام المسؤولية، مثل شخص “معتوه”، وقال إن الاتهامات التي ساقتها لنظام سيده كاذب، تفتقر إلى المصداقية.
اضاف الجعفري: “إن المفوضة السامية أصبحت مجنونة في عملها، وتتصرف بشكل غير مسؤول، فهي لم تذكر في إحاطتها الجرائم التي يرتكبها التكفيريون في سوريا، بما فيها ما حصل في مدينة كسب على الحدود التركية”.
لكن، هل يمكن ان تغطي كلمتا “معتوهه” و “مجنونة” على حقيقة أن جرائم نظام الأسد فاقت كل خيال، وأن ما يقوله الجعفري عن أحداث في كسب ليست سوى افتراء أثبتته الصحافة العالمية؟