بسّام الطيارة: أولاد الأكراد يموتون لإبعاد «داعش» عن أرضهم

Share Button

14المعارضة السورية التي أطلقت الثورة تتراجع على كافة الجبهات ولا يريد قادتها أن يضعوا اصبعهم على نقاط ضعفهم التي تجعلهم يتشرزمون إن لم نقل يضمحلون.

ما زالت ألسن المعارضة تعلك في حجتين: الأولى أن النظام السوري «قاوم» وهذا سبب بروز الإسلاميين، أما الثانية فيه مرتبطة بالأولى وتفيد بأن الغرب تأخر وتردد في تسليح المعارضة مما جعل الكتائب الجهادية تحتل فراغ ضعف المعارضة المسلحة وتطغى على التنسيقيات لتفرض قواعدها السلفية وتعطي النظام الحجج لتأليب الرأي العام السوري والعالمي على الثورة ككل.

صحيح أن النظام قاوم، وهل كان ينتظر أحد من بشار الأسد أن يمد رقبته لتقطعها الثورة كرمى لعيون المعارضة ومن يقف وراءها من دول؟

صحيح أن الغرب تردد في التسليح ولكن كان ذلك في الوقت الذي ترددت المعارضة في التنديد بأعمال الجهاديين الذين كانوا قلة آنذاك.

أما الإعلام المؤيد للمعارضة فهو لم يخدم الثورة البتة لا بل على العكس ساهم في إغراقها بالأوهام ودفع أركان المعارضة إلى الهروب نحو المبارزات الإعلامية والابتعاد عن واقع ميزان القوى عى الأرض. مضى هذا الإعلام والأقلام المؤيدة للثورة (بكل حسن نية في أفضل الأحوال) يردد أن الجهادين قلة لا تتجاوز أعدادهم مئات الأفراد وأن الغرب واقع في حبال إسلاموفوبيا مرضية، بينما كانت المعلومات تصل إلى الغرب عن تلبية الآلاف «لواجب النفير» والتوجه نحو سوريا للجهاد.

الكتائب الجهادية طردت ألوية المعارضة من مناطق شاسعة من شمال سوريا وفرضت الطقوس السلفية على عدد كبير من المدن والبلدات والدساكر، وطهرت محافظات كاملة من أفراد الجيش السوري الحر وسيطرت على سلاحه وعتاده… حتى مدينة «أعزاز» الرمزية وباب الدخول إلى تركيا والعودة منها باتت في أيدي مقاتلي «داعش».

العودة إلى الوراء باتت اليوم صعبة، ولكن هل معنى ذلك التوغل أكثر في نفق الأخطاء.

الخطأ الجديد الذي تقع فيه المعارضة هو عدم مؤازرة الأكراد الذين يتصدون لداعش ولجبهة النصرة، لا بل على العكس فإن ألوية تابعة للجيش السوري الحر شاركت في  القتال مع داعش ضد وحدات حماية الشعب الكردية  قبل أيام في «جنديرس» و«قطنة» بريف ادلب وبالطبع في قرى محيط «عفرين».

لماذا؟ لماذا هذا الخطأ التاريخي؟

يعرف الجميع أنه لا يمكن الركون لوعود الجهاديين، فهم سبقوا وغدروا بلواء الفاروق في أعزاز بعد أن وقعوا معه اتفاقاً. بالأمس وقعت الفصائل الاسلامية المجاهدة اتفاق مع وحدات حماية الشعب الكردي لإنهاء الاشتباكات التي تجري بين مقاتلي وحدات الحماية، ومقاتلي الكتائب الجهادية.

وقبل أن يجف الحبر عن ورق الاتفاق عاد الجهاديون لقصف مدينة عفرين في محافظة حلب ما سبب بنزوح عدد كبير من الأهالي حيث الأغلبية كردية.

اندلع القتال أيضاً في محافظة الرقة في الريف الغربي لتل أبيض تحديداً حيث قتل أثناء المعارك نجل محمد صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أقوى الأحزاب الكردية في الشمال السوري.

هل تصفق المعارضة التي انهزمت أمام داعش وجبهة النصرة لهزيمة محتملة للأكراد؟ ما هذا التخطيط العظيم والذكاء المفرط الذي يدفع لنصب العداوات عوضاً عن بناء تحالفات مع من يحارب النظام؟

هل الخوف هو من استقلال أكراد سوريا؟ ولكن المعارضة ما زالت بعيدة جداً عن الحكم فهل بدأت بتأجيج العنصرية والشوفينية العربية قبل أن تصل إلى أبواب عاصمة الأمويين ؟ هل يعتبر القيمون على المعارضة السورية أن انتصار الجهاديين هو أفضل لهم استراتيجياً من تحصين الأكراد لمناطقهم؟

الأكراد قالوا علناً نريد سوريا للعرب وللأكراد نريد الاعتراف بلغتنا وبعاداتنا وثقافتنا ولكنهم قالوا علناً أيضاً نريد البقاء داخل سوريا الموحدة.

ماذا تنتظر المعارضة لتضع يدها في يد أكراد سوريا؟

نصيحة للقيمين على المعارضة لا تتأخروا كثيراً في الوقوف إلى جانب الأكراد لدحر الجهاديين، لا تلعبوا في النار التي يمكن تنهشكم وتقضي على أمال الثورة وأن تقود إلى تقسيم سوريا وابتعاد الأكراد.

إن شعباً يدفع بأولاده وشبابه وشاباته للقتال والموت دفاعاً عن أراضيه وللوقوف بوجه ظلامية الجهاديين يدافع اليوم عن سوريا متعددة، ولكن إذا تأخرت المعارضة وغاصت في خطئها فقد تدفع الأكراد للسعي والدفاع عن دولة «كوردية».

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بطاقة شكر وتقدير

بطاقة شكر وتقدير تتقدم اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بجزيل الشكر والتقدير ...