قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الأحد، إن وزيرة الداخلية تيريزا ماي تدرس كيفة مساعدة “الأكثر عرضة للخطر” من المحاصرين في سوريا. وكانت نداءات برلمانية وصحافية دعت الحكومة البريطانية إلى فتح البوابات أمام هجرة السوريين “لأسباب إنسانية”.
لم يوضح هيغ هوية الجماعات التي يعتزم مساعدتها، لكنه قال إنه سيتم إعطاء المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة. وراح ضحية الصراع في سوريا نحو مئة ألف منذ بدايته عام 2011. وأدى العنف أيضًا إلى نزوح نحو 9.5 مليون شخص من ديارهم، متسببين في أزمة إنسانية ضخمة داخل سوريا ولدول جوارها.
قال هيغ أيضًا إن بريطانيا “تتوخى الحيطة” من عودة إرهابيين محتملين إليها من سوريا. وعند سؤاله من قبل (بي بي سي) عمّا إذا كان “الأكثر عرضة للخطر” تعني جماعات دينية معينة، مثل المسيحيين، رفض هيغ التأكيد. وقال “أنا في صدد الإعداد لذلك”.
تأتي تصريحات هيغ بينما تشارك وفود المعارضة والحكومة السورية في اليوم الثاني من المفاوضات المباشرة في جنيف. ومن المتوقع أن يناقش الطرفان الإفراج عن الأسرى.
كلام كاميرون
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الجلسة الأسبوعية لأسئلة رئيس الوزراء أمام البرلمان إن بريطانيا قبلت “أكثر من ألف من طالبي اللجوء من سوريا في الشهور الأخيرة”.
وأوضح كاميرون أن نحو نصف تعداد سوريا، البالغ عددهم تسعة ملايين، “مشردون أو عرضة للتشرد”، وأن هذه الأعداد الضخمة تعني أن المشكلة لا يمكن أن تحل عن طريق دول أخرى تقبل “بضع مئات من اللاجئين”.
لكنه استدرك بأنه “سيبحث أمر قبول للاجئين” في “الحالات شديدة الصعوبة لأشخاص غير موجودين في مخيمات لاجئين”، مثل الذين أصيبوا بإعاقات بسبب القتال والحرب.
موقف الأحزاب
وفي موقف موحد، كان زعماء الأحزاب الرئيسة في بريطانيا أكدوا دعمهم للمبادرة الداعية إلى استقبال اللاجئين السوريين الفارّين من الحرب في سوريا. وكان نايجل فراج رئيس حزب استقلال المملكة المتحدة، قال إنه يجب السماح لعدد من الفارّين من الصراع في سوريا باللجوء إلى بريطانيا.
أضاف فراج إن على الدول الغربية واجب تقديم الملاذ إلى هؤلاء اللاجئين. يشار إلى أن صحيفة “الغارديان” كانت دعت الحكومة البريطانية إلى تأمين ملاذ آمن للاجئين السوريين”. وقالت إن بريطانيا ترفض لغاية الآن الاستجابة لمطالب الأمم المتحدة والمساعدة على توطين 30 ألف من اللاجئين السوريين.
الوقت المناسب
وأكدت الصحيفة أن: “الآن، هو الوقت المناسب للاستجابة لهذا الطلب الأممي”. وأضافت أنه من المتوقع أن تعلن الحكومة البريطانية الأربعاء عن تقديم المزيد من المساعدات اللازمة للسوريين، وفي حال المصادقة عليه، فإن هذا القرار سينقذ حياة العديد من السوريين.
وأوضحت أن السوريين المحظوظين، الذين يستطيعون السفر إلى بريطانيا، يحق لهم قانونًا طلب اللجوء السياسي، إلا أن مجلس اللاجئين أكد أن 0.1 فقط من اللاجئين السوريين استطاعوا الفرار إلى بريطانيا.
وشددت الصحيفة على أن بريطانيا لديها واجب أخلاقي لإظهار التضامن مع البلدان المجاورة لسوريا، وذلك من خلال فتح باب الهجرة للسوريين الأكثر عرضة للخطر.