طه حسين: باسيل نيكيتين وكتابه الكرد دراسة سوسيولجية وتاريخية

Share Button

باسيل نيكيتين هذه الشخصية التي خدمت الشعب الكردي فكان جل ابحاثه وكتاباته عن الشعب الكردي كان قنصل لروسيا في إيران في مقر القنصلية في اورمية تعلم اللغة الكردية وإتقن قواعدها رافق العلماء الأكراد في تلك الفترة فكان له عشرات الأبحاث والكتابات عن الشعب الكردي واصالته وكان ثمرة أعماله كتابه الكرد دراسة سوسيولجية وتاريخية والذي طبع في الأربعينات من القرن الماضي باللغة الفرنسية
ولكن في الستينات من القرن المنصرم ترجمت دار الروائع البيروتيه الكتاب بحسب أهواء ومزاج المترجمين حيث يقول الدكتور نوري الطالباني في حديثه عن هذه الترجمه (في زيارتي الأخيرة للأب توما بوا قال كنت مسرورا لترجمة الكتاب إلى العربية ولكن عند قراءتي للكتاب شعرت بالبؤس)
فوضع الدكتور نوري طالباني ترجمة الكتاب على عاتقه ولكن هذه الترجمه لم ترى النور إلى في الثمانينات بسبب الأوضاع في كردستان الجنوبية
يتضمن الكتاب اثنا عشر فصلاً الفصل الأول والثاني يتكلم الكاتب عن أصالة الشعب الكردي في صفحات تتجاوز الخمس وثلاثين صفحة يتكلم فيها عن خصائص الشعب الشعب الكردي وروابطه التاريخية باجداده مستندا على آراء المؤرخين واراء المؤرخين الكرد ومن ثم إبداء رأيه ولكن في ترجمه دار الروائع الفصل الأول والثاني لم تتجاوز صفحاتها اثنا عشر صفحة وكأن المترجم يكتب ملخص ما قرئه من الكتاب ومع إغفال لآراء نيكيتين نفسه
الفصل الثالث من الكتاب يتحدث فيها نيكيتين عن كردستان وحغرافيتها والإحصائيات المتوفرة في تلك الفترة عن الكورد بالتفصيل الممل في صفحات تتجاوز 28 صفحة اما في ترجمه دار الروائع لا تتعدى الصفحات سوى سبع صفحات تغفل ربما عن عمد الاحصاء السكاني ومناطق من كردستان
والفصول الأخرى من الكتاب يدرس نيكيتين العادات والتقاليد الكردية وفلكلوره ومدى ارتباطه بالدين الإسلامي وعلاقته بالديانات الأخرى في المنطقة وفي هذه أيضا نجد دار الروائع تخذلنا في الكثير من الأحداث الواردة في الكتاب
ولكن ما لفت انتباهي هناك وثائق مهمه في الكتاب
كرسالة الشيخ محمود الحفيد التي أرسلها إلى الأمم المتحدة ووثيقة عن معاهدة سيفر ولاحقا لوزان رأيتها مفقودة من الترجمة دار الروائع
عندما يتكلم نيكيتين عن تلك الحقبة من تاريخ الشعب الكردي فإنه أيضا يكتب عن الأسباب التي أدت إلى تخلف وتراجع الشعب الكردي في تلك الفترة ولكن من يقرأ ترجمة دار الروائع يعتقد بأنه يعيش في العصر الحالي لأنه فقط يسوق الحدث بدون الأسباب التي أدت إلى الوصول إلى هذه الحالة
يقول نيكيتين في مقدمة الكتاب بأن على الكرد أن يكتبوا تاريخهم فلن ينصفهم أحد
وهذه حقيقة فقد تعرض تاريخ شعبنا للتشويه المتعمد من قبل الحكومات التي تحكم كردستان بحكم ظروف دولية التي أجبرت هذا الشعب الرائع أن يعيش المآسي والويلات
لقد أطلت كثيراً في الكتابة مع ان هذا الكتاب يستحق الكثير الكثير من البحث والمراجعة
واتمنى ان أكون قد وفقت في تسليط بعض الضوء على ما يحيط بنا وما نحتاج إليه

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 639 من الديمقراطي

صدور العدد الجديد (639) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية. الافتتاحية : من المعلوم ...