أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إن استخدام السلاح الكيميائي في سورية يهدد الأمن القومي الأميركي وحلفاء واشنطن في المنطقة، مشيرا إلى أنه لم يتخذ بعد قرارا نهائياً في شأن توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري.
وقال أوباما في تصريح أمس تناول فيه تطورات الوضع السوري إنه يبحث في المرحلة الراهنة إمكانية توجيه ضربة محدودة الأهداف في سورية، وليس شن حرب مفتوحة تشارك فيها قوات على الأرض، مؤكدا أن الإدارة الأميركية لا ترغب في القيام بالتزام عسكري طويل الأمد في سورية أو نشر قوات أميركية على الأرض.
وأشار الرئيس الاميركي إلى أن واشنطن تشاورت مع حلفائها ومع الكونغرس. واعتبر أن “ابداء مجلس الأمن الدولي عدم القدرة على التحرك في مواجهة انتهاك صريح للقواعد الدولية في سورية”. وأضاف: “سنطلع أعضاء الكونغرس وحلفاءنا حول العالم على معلومات استخبارية سرية”، مشدداً على أن “الهجوم الكيميائي الذي شنته الحكومة السورية ضد أبناء شعبها كان تحديا للعالم”.
وزاد: “الهجوم بأسلحة كيماوية في سورية يهدد إسرائيل والأردن حليفي الولايات المتحدة”، مؤكداً أن العالم لا يمكنه أن يقبل بتعريض النساء والأطفال للغازات السامة.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري أعلن في وقت سابق اليوم ان “واشنطن تعول على حلفائها وهم فرنسا والجامعة العربية واستراليا”، معتبراً ان “التدخل العسكري سيكون بمثابة رسالة الى ايران وحزب الله اللبناني، حليفي النظام السوري”. وأكد أن “أي خطوة قد تتخذها الولايات المتحدة ستكون معدة بإحكام، ولن تشبه بأي حال الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق أو تدخل واشنطن للمساعدة على الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي”.
وقال كيري إن كبار المسؤولين في حكومة دمشق كانوا على معرفة مسبقة بتفاصيل الهجوم في الغوطة الشرقية، مشيرا الى أن “القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية في 11 موقعا في ريف العاصمة ما اوقع 1429 قتيلا بينهم 426 من الأطفال”.
ووصف المسؤول الأميركي الهجوم في ريف دمشق بأنه “جريمة ضد الإنسانية عدم الرد عليها سيضعف مصداقية الولايات المتحدة والأسرة الدولية”
الخارجية الروسية: تهديدات واشنطن للأسد “غير مقبولة”
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش ان تهديدات واشنطن باستخدام القوة ضد سورية “غير مقبولة”، حتى وإن كانت محدودة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله في وقت متأخر من ليل امس ان “التصريحات التي أطلقتها واشنطن والتي تهدد فيها باستخدام القوة ضد سورية غير مقبولة، فبدلاً من تنفيذ قرارات قمة مجموعة الثمانية في لوخ إرن والاتفاقيات التي تلتها عن تقديم تقرير الخبراء المحققين في حالات محتملة لاستخدام السلاح الكيماوي في سورية إلى مجلس الأمن الدولي، وفي ظل غياب أية أدلة، تصدر تهديدات بتوجيه ضربة إلى سورية”.
وأضاف انه “في هذه الظروف حتى حلفاء الولايات المتحدة تدعوها إلى التريث والانتظار حتى انتهاء عمل خبراء الأمم المتحدة من أجل الحصول على صورة موضوعية لما حصل وتحديد الخطوات القادمة فيما يخص الأزمة السورية”.
وشدد على ان “هذا هو الموقف الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منذ أيام”، مضيفاً ان “أية عملية عسكرية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، مهما كانت محدودة، ستصبح خرقاً مباشراً للقانون الدولي وستنسف آفاق الحل السياسي الديبلوماسي للنزاع في سورية، وستؤدي إلى تصعيد جديد للمواجهة وسقوط المزيد من الضحايا، ولذا لا يجوز السماح بذلك”.
وكالات