الهيئة الوطنية للسلم الأهلي: نداء إلى الرأي العام والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية

شهدت منطقة الجزيرة في الآونة الأخيرة موجات هجرة جماعية من كافة المكونات، نتيجة لتردي الوضع المعيشي والأمني الذي سببه الحصار المفروض على هذه المحافظة منذ أكثر من عام، بالإضافة إلى تصاعد الخشية لدى الأهالي من تحول مناطقهم لساحة إقتتال عسكري بعد محاولة بعض المجموعات المسلحة دخولها، الأمر الذي يهدد الوجود الإنساني في هذه المنطقة ويدفعه باتجاه المزيد من الهجرة التي باتت تشكل نزيفاً للخزان البشري وتهديداً لحالة التنوع التي ميزتها عبر مئات السنين، هذا عدا عن مئات الألوف من إخوتنا السوريين الذين نزحوا إليها من المحافظات الأخرى والتي شكلت لهم ملاذاً آمناً لم يعد يتوفر بديل آخر عنه.

كما أن بروز ظاهرة الإغتيال السياسي في الآونة الأخيرة مع مامثلته من ثقافة دخيلة على مجتمعنا، والتي تجلت بشكل سافر وبشع في عمليات قطع الرؤوس وحرق الجثث والتمثيل بها من قبل بعض المجموعات التكفيرية الظلامية، عملت على ترهيب الأهالي ووضعتهم في كابوس دائم من الخوف والقلق.

أمام هذا المشهد المأساوي وهذا الواقع الضاغط بجانبيه الأمني والمعاشي، فإننا في الهيئة الوطنية للسلم الأهلي بالقامشلي نناشد جميع المنظمات الإنسانية والإغاثية للتدخل الفوري من أجل تأمين دخول المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية لمسلتزمات العيش من المعابر الحدودية.

كما نطالب كافة القوى الوطنية ببذل أقصى الجهود من أجل وقف الصراع الدائر وتجنيب الجزيرة السورية الدمار والخراب.

إننا في الهيئة الوطنية للسلم الأهلي بالقامشلي إذ ندين كافة الأعمال العسكرية التي من شأنها إرهاب المواطنين الآمنين، وجر المنطقة لتتحول ساحة عمليات عسكرية، فإننا في الوقت نفسه نؤكد على أننا سنبقى متكاتفين متضامنين للحفاظ على مناطقنا آمنه وموطنا تسوده قيم المحبة والعيش المشترك على أرضية الشراكة الكاملة والمواطنة المتساوية بين كافة مكونات الجزيرة السورية من عرب وكرد و(كلدان سريان آشوريين) وأرمن، مسلمين ومسيحيين ويزيديين.

القامشلي في 20/8/2013

الهيئة الوطنية للسلم الأهلي بالقامشلي