المحامي ادوار حشوة : المكاسب من حضور مؤتمر جنيف 2 والخسارة من عدم الحضور

Share Button

بعيدا عن  المزاودات والقصف    اليومي للتصريحات  والشروط  فان  ترتيبات عقد المؤتمر مستمرة وكأنها توحي  ان العربدة حول  احتمال عدم الحضور ليست الا للاستهلاك المحلي   بين معارضين  adwar1توافقوا على عدائهم للنظام واختلفوا  في كل ما يتعلق بالمستقبل   من شكل الدولة الى مرجعياتها  الى  اشخاصها الى ممثلي شرائح النسيج السوري .الاتفاق الدولي مصمم على عقد المؤتمر بمن حضر من المدعوين اليه من عسكرين ومدنين ومن احزاب الساحة  وقد  يقبل  بتاجيله   عدة  ايام  اذا كان في ذلك ما يساعد على حضور الجميع .

 الوضع العسكري  على الارض بالرغم من  تسارع الوحشية  ينسجم مع فرص عقد المؤتمر ولا يعطلها فهناك  مناطق سجل فيها النظام تقدما  وهناك مناطق  تقدمت فيها المعارضة المسلحة  وفي   الر ؤية العامة للوضع  فان الحقيقة الكبرى  ان النظام  فشل  خلال ثلاث سنوات من المهل في الانتصار على معارضة  منتشرة في مئات المواقع  كما  ان المعارضة المسلحة فشلت هي ايضا في اسقاط النظام او حتى في تحقيق  اختراق مهم عسكري  في جيشه  وبقيت الانشقاقات محدودة  بعدد من الضباط والجنود  ولم تتطور الى  تمرد ثكنات عسكرية 

هذا الواقع العسكري  يبدو صالحا  لصيغة لا غالب ولا مغلوب  وهي التي تمكن الطرفين من الجلوس على طاولة المفاوضات  التي تديرها  قوتان  دوليتان   يؤيدهما في هذا المسعى كل مجلس الامن  ولا يمكن  توقع   الفشل في  عقد المؤتمر ولا حتى في مشروع الحل الدولي الذي سيعرض على الطرفين لمناقشته  واقتراح بعض التعديلات عليه  ولن يحقق اي مشروع مضاد  اي نجاح    ومهمة المؤتمر  هي اخراج الحل الدولي وكأنه نتيجة توافق داخلي سو ري!

    الواقع العسكري  ارغم النظام على قبول التفاوض مع المعارضة في مؤتمر جنيف      والمعارضة    انقسمت الى  فريقين احدهما وافق على الحضور  وسلم قائمة  باسماء وفده والثاني  ينتظر اجتماعا موسعا وضوءا  اخضر او اضواء  لاعطاء القرار بالحضور او الرفض . فما هي المكاسب وما هي الخسارة من الحضور او  عدمه على طرفي   النزاع المسلح؟

 1 = موافقة النظام على الحضور  يحمل معنى الاعتراف بوجود قوة على الارض تنازعه السيادة عليها وهذا يعني سقوط كل ما طرحه النظام من  ان المعارضة تكفيرية   ومن 

القاعدة والارهاب   لم تعد مقنعة ولا مقبولة مع وجود  مفاوضين سياسين معروفين ولا غبار على  براءتهم من الارهاب او التطرف.

-2=   الحضور    سيضغف مؤيدي النظام من عسكرين ومدنين  الذين تم تجيشهم على اساس ان المعارضة عميلة  وارهابية ومن القاعدة  فكيف  يقبلون الحوار  معها ؟  وهذا  سوف   يزعزع  الثقة بقيادة النظام  ويبعث الخو ف من التغيير المقبل   وبالموجز سيعني لديهم  ان    قيادتهم لم تكن على حق.    

-3=  ما هو معلن في الاتفاق الدولي هو الوصول الى انتقال توافقي للسلطة من النظام الحالي الى نظام بديل  وهذا يعني الافتراض المسبق   ان النظام لم يعد   شرعيا  وان  رحيله مسألة وقت .

-4=    موافقة النظام على الحضور  اضافة لتسليمه الاسلحة الكيماوية الاستراتيجية

 يعني الخضوع للضغط الدولي والخوف من عواقب الرفض   وسيكون على الطاولة اضعف مما يتوقعه الكثيرون ولم يعد قادرا على اكثر من توسل حل سياسي    باقل المكاسب.

-5=   النظام يراهن  على خلافات المعارضة حول الحضور وحول  من يمثل المعارضة لعل ذلك  يخلصه من  ازمة الحضور  دون ان يثير  غضب المجتمع الدولي لانه بالاساس  لم يكن  راغبا في المؤتمر وارغم على قبوله وبالتالي  فان رفض المعارضة الحضور 

سيكون مكسبا للنظام  يوازي المكاسب التي حصل عليها النظام من وجود  المتطرفين والغرباء  الذين  افقدوا المعارضة   تاييد الدول وحتى من  شعب الداخل السوري

 لذلك فان على المعارضة  ان تحضر بدون شروط تعجيزية ودون مزاودات لا تتناسب مع الواقع العسكري  لان مكاسبها من مبدأ الحضور  اكبر بكثير من مكاسب النظام الذي تتهاوى شرعيته  وقد  يكون  حضور النظام سببا في  انشقاقات عسكرية   فهل يعي

المعارضون ان حضورهم ليس ضعفا بل   هو دليل  قوة  انطلاقا  من الاعتراف بهم  كمصدر   للقوة والشرعية  اما تراهم   سيرفضون ويحققون    للنظام ما يحققه الغرباء والمتطرفون  فيذهب الاتفاق الدولي  الى خيار بقاءالنظام ؟

هذا هو السؤال

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 84 من جريدة التقدمي

صدر العدد (84) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في منظمة ...