القس جوزيف إيليا: أنتَ القدوة المَثَلُ

Share Button

 

حينما شرّفني يومًا المرحوم الأستاذ ” عبد الحميد حاج درويش” سكرتير الحزب الديمقراطيّ التّقدميّ الكرّديّ زائرًا أثناء رئاستي للطّائفة الإنجيلية في ” المالكيّة – ديريك ” في عام ٢٠٠٢ وتحدّثنا وجمعنا قبلها وبعدها أكثر من لقاءٍ أحببت الرّجل وارتحت إليه وثمّنت له بعض مواقفه في كثيرٍ من القضايا
ولهذا وأنا إذ أطلق قصيدتي عنه اليوم بمناسبة أربعين يومًا على رحيله
لا أظنّني قد بالغت فيما قلته عنه
وذكرت ما لم يكن حقًّا فيه
—————————

“عبدَ الحميدِ ” سلامًا أيّها البطلُ
باقٍ مدى الدّهرِ عنهُ لستَ ترتحلُ

فهذه كفُّكَ البيضاءُ أذكرُها
مفتوحةً في بناءِ الخيرِ تشتغلُ

لمْ تنهزمْ سرتَ للأمواجِ تركبُها
إلى ضفاف الأماني رحتَ تنتقلُ

ولمْ تلِنْ صوتُكَ الأجيالُ تسمعُهُ
كالغيثِ فوق رمالِ البِيْدِ ينهملُ

لا ريحَ يأسٍ محتْ ما كنتَ ترسمُهُ
ولا الّذي شِدتَهُ قد هدَّهُ زلَلُ

تسيرُ للغدِ تبني سورَ قلعتِهِ
شعارُكَ الحُبُّ والإصرارُ والأملُ

تُحيي لحونًا بقيثاراتِ يقظتِنا
إيقاعُها مستساغٌ راقصٌ جذِلُ

بالفكْرِ كنتَ تنادي كي يهذّبَنا
حروفُهُ النّورُ والتّخطيطُ والعملُ

والفتنةُ المُرّةُ الحمقاءُ كنتَ لها
محاربًا شرِسًا ما ردَّهُ كلَلُ

العُرْبُ والكُرْدُ والسّريانُ كلُّهمُ
شعبٌ بماءِ صفاءٍ صارَ يغتسلُ

كنتَ الأبَ الّلطفُ والإرشادُ ديدنُهُ
مِنْ كفِّهِ يؤكلُ التّفّاحُ والعسلُ

رحلتَ ؟ مَنْ قالَ : إنَّ الحُرَّ يرتحلُ
وإنَّ غيمَ الرّدى يُخفى بهِ الرّجُلُ ؟

ها أنتَ في كلِّ حينٍ حاضرٌ أبدًا
لكَ الخلودُ وأنتَ القدوةُ المَثَلُ
————————-
القس جوزيف إيليا
٧ – ١٢ – ٢٠١٩

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرفيق محمد عيسى رفي في ذمة الخلود

ببالغ الحزن والأسى تنعي اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الرفيق المناضل ...