ألغى رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، زيارة كانت مقررة إلى إيران يوم الأربعاء المقبل، على خلفية عدم ترحيب من طهران بالزيارة، إثر التزام العراق بالعقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول حكومي عراقي لم تسمه قوله إن “العبادي الذي كان مقرراً ان يتوجه الى تركيا وايران الأسبوع الجاري سيقوم بزيارة انقرة فقط دون طهران، بسبب ازدحام جدول أعماله وعدم تكامل الإعداد لذلك”.
كما أشارت مصادر سياسية عراقية إلى أن “الإيرانيين غير مرتاحين إزاء التصريحات الأخيرة للعبادي حول العقوبات الامريكية على طهران”.
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية برهم قاسمي: “ليس لدينا أي معلومات عن مثل هذه الزيارة”، ما فُسر على أنه عدم رضى إيراني على الزيارة.
وهذا الأمر أكده أيضاً، ممثل علي خامنئي في العراق، مجتبى الحسيني في بيان بالقول إن “تصريحات رئيس الوزراء اللامسؤولة لا تنسجم مع الوفاء للمواقف المشرفة للجمهورية الإسلامية ودماء الشهداء التي قدمت للدفاع عن العراق وتطهير أرضه من لوث داعش”، مضيفاً: “نأسف على موقفه هذا الذي يعبر عن إنهزامه تجاه أمريكا، كما انه لا يتلاءم مع الروح العراقية التي قدمت بطولات كبيرة في مقارعة داعش المدعوم من قبل واشنطن”.
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلن العبادي التزام العراق وهو ثاني أكبر مستورد للمنتجات الإيرانية بقيمة بلغت نحو 6 مليارات دولار العام الماضي، بالعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، بالقول: “لا نتعاطف مع العقوبات ولا نتفاعل معها لانها خطأ استراتيجي لكننا نلتزم بها”، ما أثار امتعاض عدد من المسؤولين العراقيين.
وبدأ سريان العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران، يوم الثلاثاء الماضي،وكتب ترامب على تويتر: “هذه هي العقوبات الأشد على الإطلاق، ستصل في نوفمبر/تشرين الثاني إلى مستوى أعلى. فكل من يتعامل مع إيران لن يتمكن من التعامل مع الولايات المتحدة.. أطلب السلام العالمي، لا أقل من ذلك”.
وكان من المقرر، أن يتوجه العبادي بعد غد الثلاثاء إلى تركيا ومنها إلى إيران في اليوم التالي، وهما الحليفان الاقتصاديان للعراق واللذان يتعرضان لعقوبات أمريكية جديدة، ومن المتوقع أن تقتصر زيارة العبادي على أنقرة فقط بعد إلغاء زيارته إلى طهران.