علي شمدين (برقية وفاء لروح الرفيق أبو شيرو)
الرفيقات والرفاق المناضلون
الرفيقة أم شيرو المحترمة.. الحضور الكريم:
لقد رحل عنا بهدوء المناضل الكردي الشجاع، والشخصية الاجتماعية المتواضعة، والإنسان النبيل، الرفيق عمر جعفر (عضو المكتب السياسي لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا)، وبرحيله فقدنا مناضلاً مبدئياً، ناضل بصلابة ضد الظلم والإضطهاد على مدى أكثر من ستة عقود، ودافع بكل تصميم وثبات من أجل بناء نظام ديمقراطي تعددي تسوده العدالة والمساواة، يتمتع في ظله الشعب الكردي بحقوقه القومية بعيداً عن أساليب القهر والإستبداد، وعانى في سبيل ذلك شتى صنوف القمع والسجن والتعذيب.
ولد الرفيق (أبو شيرو)، في قرية كلهي التابعة لمنطقة ديريك عام (١٩٥٠)، ونشأ في عائلة وطنية كادحة، أمضى حياته بين صفوف الحركة الكردية في سوريا، حيث انتسب إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا منذ عام (١٩٦٦)، وكان مثالاً للكادر الحزبي المتزن، المؤمن بمبادئ حزبه، والملتزم بمواقفه السياسية، وظل يناضل في سبيل قناعاته بكل تفان ونكران الذات، ولهذا نال الرفيق أبو شيرو (الذي كان بحق اسماً على مسمى)، ثقة رفاقه فتدرج في كافة هيئات الحزب إلى أن انتخب عضواً فعالاً في المكتب السياسي للحزب منذ عام (٢٠٠٠)، وبذلك أصبح رمزاً لامعاً من رموز الحركة الكردية في سوريا، وشخصية إجتماعية معروفة في منطقة عمله، وتميز كذلك بعلاقاته الواسعة والعميقة مع المكونات الأخرى (القومية والدينية والاجتماعية)، وكان له حضوره الكاريزمي المؤثر بين رفاقه ومحبيه.
لقد واظب الرفيق أبو شيرو على متابعة نضاله من دون كلل أو ملل، رغم ظروفه القاسية، وحالته الصحية الصعبة، إلى أن توقف قلبه الكبير عن الخفقان إلى الأبد إثر نوبة دماغية في (١٣/٩/٢٠٢٤)، ولكن عزاؤنا هو أننا مستمرون بكل مسؤولية وتصميم على المبادئ التي أفنى حياته من أجلها، والثوابت التي ضحى في سبيلها بمصالحه الشخصية، حيث ترك وظيفته الهامة في شركة النفط بالرميلان بطلب من رفاقه ليتفرغ للنضال أوائل التسعينيات من القرن المنصرم، كما تعرض بسبب نضاله للملاحقة والسجن والتعذيب الوحشي لأكثر من مرّة على يد الأجهزة الأمنية دون أن يحيد عن قناعاته قيد أنملة.
نم قرير العين أيها الرفيق العزيز أبو شيرو، فإننا على درب النضال ماضون..
السليمانية ١٣/٩/٢٠٢٤
علي شمدين
ممثل الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، في غقليم كردستان