الرئيس نيجيرفان بارزاني التحديات والافاق د. أحمد بركات

Share Button

في مراسيم مهيبة وبحضور اكثر من 1200 شخص من الويات المتحدة الأمريكية وأوروبا واسيا والدول العربية بالإضافة الى حضور لافت من الحكومة العراقية برئاسة الرئيس العراقي برهم احمد صالح ورئيس البرلمان وحضور كبير للأحزاب الكردية والكردستانية من أجزاء كردستان الأربعة، وكان لنا شرف المشاركة في هذه المراسيم الضخمة ضمن وفد الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا برئاسة الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب.

إن هذا الحضور الكبير للدول والاحزاب والشخصيات يؤشر لمسألة غاية في الأهمية بتصورنا، وهو أن الحاضرين يبدون عن دعمهم لإقليم كردستان العراق وتجربته الديمقراطية الفتية من جهة ولشخص الرئيس نيجيرفان بارزاني من جهة أخرى. من هنا فان السيد نيجيرفان بارزاني كرئيس جديد للإقليم تقع على عاتقه مهام ومسؤوليات كبيرة وجسيمة يمكن اختصارها فيما يلي:

على الصعيد الكردستاني

إن إعادة ترتيب البيت الكردي في كردستان العراق تقع ضمن واجبات الرئيس وذلك من خلال الانفتاح على كافه القوى والأحزاب الكردستانية في الإقليم، وبشكل خاص الاتحاد الوطني الكردستاني عبر تفعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين الطرفين، لأن الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني هما عماد الأمن والاستقرار في كردستان العراق، وأي خلل في العلاقة بينهما يعرض الإقليم ومكتسباته للخطر، لذا فإن الرئيس نيجيرفان وبحكم خبرته وتجربته الطويلة قادر على استيعاب حساسية المرحلة، وذلك بترميم العلاقة مع الاتحاد الوطني الكردستاني و بقية الأحزاب الكردستانية على مبدأ كلنا شركاء في هذا الإقليم.

كذلك فإن أمام السيد البارزاني مهام أخرى وخاصة ما يتعلق ما يتعلق بقضايا التنمية الاقتصادية وإيلاء الاهتمام اللازم بالقطاعات الإنتاجية وخاصة القطاعين الصناعي والزراعي لتخفيف اعتماد الإقليم على دول الجوار لصيانة القرار السياسي الكردي.

اما عراقيا فأمام الرئيس مهام كثيرة لا بد من إنجازها تتجسد في تحسين الاوضاع مع المركز، والعمل معا لحل القضايا الخلافية العالقة وخاصة فيما يخص المناطق المتنازع عليها، وصولا إلى تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي.

إن تحسين وتطوير العلاقات مع بغداد سيساهم حتما في ترسيخ الفدرالية وتطويرها، وبالتالي تحصينها من أية مخاطر محتملة في المستقبل.

أما على الصعيد الإقليمي فإن الرئيس يعي تماما حساسيه موقف الدول الإقليمية لذا فإنه مدعو إلى تحسين علاقات الإقليم مع دول الجوار وطمأنتها بأن الإقليم لا يشكل تهديدا على أمن وسلامة الدول المجاورة، ودعوتها الى التعاون في شتى المجالات على مبدأ علاقات حسن الجوار والمصالح المتبادلة.

وعلى صعيد علاقات الاقليم مع العالم وخاصه الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا فإننا نعتقد بأن الإقليم قادر على بناء أفضل العلاقات مع هذه الدول وإن مشاركتها في مراسيم التنصيب، وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مؤشر إيجابي على أن هذه الدول تولي اهتماما متزايدا بعلاقاتها مع إقليم كردستان العراق سياسيا واقتصاديا، ونعتقد بأن الرئيس نيجيرفان بحكمته قادر على تطوير هذه العلاقات واستثمارها لمصلحة الاقليم والعراق بشكل عام.

أما كردستانيا وبالرغم من وجود علاقات قديمة ومتينة بين أحزاب الإقليم والأحزاب الكردستانية في الأجزاء الأخرى من كردستان إلا أن هناك توترات وتناقضات تشوب هذه العلاقة في هذا الجزء أو ذاك، ونعتقد بان الرئيس نيجيرفان بارزاني قادر على حل هذه المعضلات والمساهمة في تصويبها بما يخدم نضال الشعب الكردي في هذه الاجزاء وخاصه في سوريا، فإننا نامل أن يقوم الرئيس بدور في تنقيه الاجواء بين أطراف الحركة الكردية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة وصولا إلى ترتيب البيت الكردي وتوحيد الموقف وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها الحركة السياسية الكردية والتي تستدعي كما أسلفنا بناء موقف موحد حيال تطورات الجارية في البلاد. وكذلك في ما يخص مستقبل الشعب الكردي ضمن هذه المتغيرات المتسارعة التي تشهدها سوريا.

إن المهام المطروحة أمام الرئيس بارزاني ليست سهله وبسيطة بل كبيرة ومعقدة لكننا نعتقد أن هناك أجواء إيجابية تحيط بالإقليم، فالحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي تبدي استعدادها لحل القضايا العالقة بين الإقليم والمركز وهذا شيء إيجابي إذا استمر بشكل صحيح ودقيق وسيصب بالتأكيد في النهاية في مصلحه الشعب الكردي ومصلحة إقليم كردستان العراق، كذلك فان الاجواء الإيجابية الدولية التي تبديها وتعلنها الدول الكبرى حيال تجربة الإقليم ودوره البارز في محاربة الإرهاب وتوجهه نحو بناء حياة ديمقراطية، وإعطاء المجال للمرآه في ممارسة حقها السياسي، كلها مؤشرات إيجابية يجب أيضا استثمارها لأقصى حد لخدمة تطور الإقليم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ويبقى أن الرئيس البارازني بتصورنا يتمتع بشخصية كاريزمية ويملك خبرة وتجربة إدارية كبيره بحكم رئاسته لعدة كابينات حكومية في الإقليم تؤهله لقيادة هذه المرحلة.

نأمل أن يتخطى الرئيس نيجيرفان بارزاني العقبات وينجح في إدارة منطقة تقع تحت مجهر الكثير من الاصدقاء والخصوم… إنه إقليم كردستان العراق.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 85 من جريدة التقدمي

صدر العدد (85) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في منظمة ...