جاءت هجرة الشباب والنخب الكردية إلى أوربا وأمريكا ودول الجوار السوري نتيجة للحروب الدائرة منذ ثمانية أعوام وبسبب الظروف المعيشية والأمنية والبطالة والخوف من المجهول المنتظر وبسبب بعض الممارسات الخاطئة والدراسات الغير دقيقة للواقع من بعض أطراف الحركة السياسية الكردية وغياب الإتفاق والتآلف والتشارك في الشارع السياسي الكردي وللأسف حدث ما حدث ووقعت الكارثة وترك الآلاف من أبنائنا وبناتنا ورفاقنا وقياداتنا الحزبية أرض الوطن حيث ساحته الحقيقيه التي هي بأمس الحاجة إليهم متجهين إلى بلاد الغربة ويعانون الأمرين ليتمكنوا من التأقلم مع المحيط الجديد الذي يختلف عنهم في اللغة والعادات والتقاليد وحتى في العلاقات الزوجية وتربية الأطفال وبناء الأسرة وبكل شيء، ولكن لكل أمر سلبياته وإيجابياته ولو أنها نسبية إلى حد كبير لذا يفترض على العاقل أن يستفيد بعض الشيء من كل شيء حتى من نكساته وأخطائه وغفواته ، وفي الحقيقة وأعتقد جازما بأن المهاجر الكردي السوري لم يرض بأن ينسلخ من مجتمعه وأرضه وقضيته تماما كما يتخيل للبعض بل لازالت تربطه بها علاقات حميمة ومشاعر صادقة تأخذ جل إهتمامه لذلك فللمهاجرين حقوق كثيرة لست في صددها الآن ولكن عليهم جملة من الواجبات والمهام المقدسة والملقاة على عاتقهم أردت التطرق الى بعض من جوانبها نظرا لأهميتها وإهمالها من قبل الكثيرين من الحزبيين والسياسيين هناك وضرورة لفت الإنتباه إليها .
ومن هذا المنطلق يجب على الجاليات الكردية المنتشرة في أنحاء العالم تقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي والسياسي والثقافي إلى حركتها السياسية الكردية داخل الوطن لطالما أرادوا للقضية ان تعالج وتستمر كما يتطلب منها إيصال هواجس الكرد وكذلك معاناته إلى الفعاليات الشعبية والمنظمات الإنسانيّة والحكومية وإلى أصحاب القرار هناك وبذل الجهد اللازم لإقناعهم ودفعهم بالوقوف إلى جانب قضية شعبهم العادلة في المحافل والمؤتمرات الدولية وإقناعهم وتقديم الدلائل بأن سورية المستقبل لن تستقر وتهدأ تماما مالم يحصل الكرد على حقوقه القومية المشروعة ، ونقول لهم : لاتنسوا يوما من الأيام بأنكم تركتم خلفكم أناسا تشبثوا بأرضكم يخوضون بالنيابة عن أنفسهم و عنكم العمل النضالي الكردي في ظروف سياسية واقتصادية غاية في الصعوبة ويحتاجون إلى دعمكم ومساندتكم المستمرة وبتعاونكم نكون قد عوضنا بما ألحقتم بنا في هجرتكم القاسية من أضرار بشرية ونفسية ومعنوية ، ونكون قد استأنسنا بالمثل الذي يقول :
رب ضارة نافعة .
ويامعشرالمهاجرين أثبتوا للشوفينيين والإرهابيين والناكرين لوجود الكرد والمتجاهلين لحقوقه بأن المسافات مهما امتدت لا يمكن لها أن تقطع حبل الصرة بيننا أو تبعدكم قيد أنملة عن أوطانكم وعن أهلكم وعن قضية شعبكم .
عباس مصطفى
ديرك 2/9 /20 18