الترقب والخوف يسيطران على دمشق تحسباً من ضربة غربية محتملة

Share Button

3711606اختارت جيهان المقيمة قرب مطار المزة العسكري في دمشق الفرار مع عائلتها من المنطقة اقتناعاً منها بأن الولايات المتحدة وحلفاءها سيضربون أولاً هذا الموقع الاستراتيجي التابع لنظام بشار الاسد في حال شن ضربة على سورية.

ويسود جو من الترقب والخوف العاصمة السورية، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ثقل النظام السوري، مع تصاعد الحديث عن احتمال توجيه دول غربية ضربة عسكرية للنظام الذي تتهمه بالمسؤولية عن هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق في 21 آب/اغسطس الجاري.

وتقول جيهان لـ”فرانس برس” إنهم “سيقصفون المزة، انا اكيدة من ذلك، هذا هدف حساس”، في اشارة الى المطار العسكري الابرز في سورية، والذي يعتقد ان الرئيس بشار الأسد يستخدمه في تنقلاته النادرة داخل البلاد منذ اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011.

وتتولى حماية المطار الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وهي إحدى أبرز فرق النخبة المولجة حماية دمشق ومحيطها، ويقودها ماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري.

وانتقلت جيهان الإثنين إلى منزل أقاربها في حي المالكي “الأكثر أمناً” في وسط العاصمة، حيث يحاول كل شخص التكهن بالأهداف المرجحة للضربة المحتملة.

وفي شوارع وسط دمشق، تباطأت حركة السير التي تراجعت اساسا في شكل كبير مقارنة مع مرحلة ما قبل اندلاع النزاع، وبات الناس يتنقلون لمجرد انجاز حاجاتهم الضرورية.

ويقول عادل، وهو موظف في مصرف، ان ثمة “عدد أقل من الناس في الشوارع”. ويضيف “امتنعت زوجتي منذ ثلاثة ايام عن زيارة والدتها، وهو ما كانت تقوم به يومياً. باتت تعود من العمل الى المنزل مباشرة”.

من جهته، يقول محمد (35 عاما) “منذ ثلاثة أيام، ثمة شائعات مجنونة يتناقلها الناس”، ويضيف هذا الرجل الموجود في حي أبو رمانة الراقي في دمشق “أمي مذعورة لأننا نقيم على مقربة من مقر هيئة رئاسة الأركان، وهذا هدف حقيقي”.

من جهتها، تقول فتون في الحي نفسه “منذ بدء الحديث عن ضربة، أصبت بارتفاع في ضغط الدم لأنني جد خائفة”.

وفي ساحة السبع بحرات وسط دمشق، يمكن رؤية التوتر جلياً على وجه مالك، بائع الأدوات الكهربائية.

ويقول لـ”فرانس برس” إن “كل الناس اصيبوا بالتوتر بعد استماعهم إلى جون كيري مساء امس (الاثنين)”، في إشارة الى خطاب لوزير الخارجية الأميركي أكد فيه وجوب “محاسبة” من استخدم السلاح الكيماوي ضد المدنيين.

ويضيف في متجره شبه المقفر بعدما اعتاد حركة الزبائن “على العربية (القناة الفضائية السعودية التي تتخذ من دبي مقرا) قالوا انهم سيضربون المزة ومطار دمشق الدولي”. ودفع القلق شقيقته ميادة الى سحب أموالها من المصرف.

أما مالك، نفسه، فقد طلب من زوجته تبضع العديد من المواد التموينية والغذائية “ارسلتها الى السوق حيث ابتاعت كمية كبيرة من اللحم والطماطم والخبز والمعكرونة”. يتابع “قالت لي انه من الممكن ان نبقى محتجزين (في المنزل) مدة طويلة”.

ولدى متاجر البقالة، يمكن التقاط الشعور نفسه بالقلق. ويقول محمد الذي يبيع كميات كبيرة من الارز وزيت الزيتون والمعكرونة “يأتي الناس بأعداد كبيرة للتمون في الصباح او بعد مغادرتهم اماكن عملهم”.

وبالنسبة لميشال، بائع مستحضرات التجميل المقيم في حي التجارة ذي الغالبية المسيحية، تعد قذائف الهاون التي يقول ان مقاتلي المعارضة يطلقونها على العاصمة، اسوأ من ضربة غربية عسكرية محتملة.

ويقول هذا الرجل ذو الوجه الممتلئ “هذه القذائف تسبب لنا الخوف لانها تسقط على رؤوسنا”. إلاّ أن آخرين من سكان دمشق يبدون توقعات كارثية. ويقول ابو احمد، بائع الحلويات في وسط المدينة “اذا ضربوا (الغربيون) ستساعدنا روسيا وايران”. ويضيف “ستكون الحرب العالمية الثالثة، ونارا لن تخمد ابدا”.

اما المهندسة المعمارية ميساء، فتبدو من القلائل الذين لا يشعرون بخوف مكبل. وتقول لـ”فرانس برس” “الضربة لا يمكن تفاديها لأن (الرئيس الاميركي باراك) اوباما هو تحت ضغط الرأي العام الدولي”. وتضيف “في أي حال، البلاد هي في حرب اساسا”، في اشارة الى النزاع المستمر منذ عامين، والذي أدى الى مقتل اكثر من 100 الف شخص.

أ ف ب

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرفيق محمد عيسى رفي في ذمة الخلود

ببالغ الحزن والأسى تنعي اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الرفيق المناضل ...