بدأت صباح السبت السادس والعشرين من تشرين الأول الحالي في المركز العالمي لحوار الحضارات (مجمع البطريرك مار غريغوريوس الثالث لحام ) في المتن بلبنان أعمال المؤتمر العام الأول لمسيحيي المشرق وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل سليمان ورؤساء الكنائس أصحاب القداسة والغبطة والأساقفة ورجال الدين المسلمون وعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين كما حضر أعمال المؤتمر وفود وشخصيات من العراق وإقليم كوردستان وسوريا ومصر ولبنان والأردن إضافة إلى مندوبي وممثلي وكالات الإنباء والصحف والقنوات الفضائية واستهلت أعمال المؤتمر بالصلاة الربانية بعدها القى غبطة البطريرك مار بطرس بشارة الراعي ألبطريركي الماروني كلمة في المؤتمر ثم ألقى رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر المطران سمير مظلوم كلمة تحدث خلالها عن هذا اللقاء الذي يجمع مسيحيي المشرق بجميع طوائفهم قائلا بمجرد عقد هكذا لقاء للمسيحيين المشرقيين بكنائسهم كافة هو بحد ذاته حدث تأريخي مميز ومبادرة ريادية في حياة المسيحية ثم أقام ممثل قداسة البطريرك اليازجي دعاء من اجل المطرانين المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي كما ألقى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل سليمان كلمة حيا فيها المشاركين في المؤتمر قائلا ان مشاركة جميع مسيحيي المشرق في هذا اللقاء الذي جمعهم في لبنان يمثل منبرا ذا صفة مستديمة لأنه سيضع الأسس الناجعة لايجاد حلول لأوضاع المسيحيين في المشرق كما سيبحث في التحديات التي تواجه المسيحيين في مجتمعاتهم وضمن محيطهم المشرقي وفي بلاد الانتشار واضاف سليمان ان مشروع مسيحيي المشرق هو مشروع كل مواطن مسيحي
وبعد استراحة قصيرة بدأت جلسات المؤتمر بمحاورها الأربعة ( محور الديموغرافيا والهجرة ومحور مشاركة المسيحيين في مؤسسات الدولة ودورهم في الحياة العامة ومحور وضع المسيحيين ودورهم على الصعدين الاقتصادي والاجتماعي ) .
ففي الجلسة الأولى القى سعادة النائب خالص ايشوع من العراق بحثه الموسوم (( المسيحيون… الهجرة والتغيير الديمغرافي العراق أنموذجا )) مشيرا إلى ان أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري المسيحي في العراق الذي ابتلى بظروف صعبة وقاهرة ولكن الامل لايزال يملؤه بان الخير لايزال يعتمر رؤوس البشر والمسؤولين ومنهم انتم ايها المؤتمرون كما أوضح النائب ايشوع مطالب أبناء شعبنا في العراق منها استحداث محافظة في سهل نينوى مع بقية المكونات الأخرى ودعم منح الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية ذات الكثافة السكانية في اقليم كوردستان ووقف سياسة التغيير الديمغرافي ودعم تغيير بعض القوانين والانظمة المعمول بها في الدولة العراقية ودعم وحث الحكومة العراقية في اعادة النظر بمناهج التربية والتعليم وضرورة وضع الحلول الجذرية للارهاب المنظم والايحاء لأبناء شعبنا المسيحي بالبقاء في وطنه وإيقاف نزيف الهجرة والقضاء على البطالة . وألقى رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في اقليم كوردستان ضياء بطرس بحثه الموسوم واقع الحريات الدينية وممارسة الشعائر الدينية للمسيحيين في العراق واقليم كوردستان مشيرا الى ان حقوق الأقليات العرقية والدينية المتعايشة مع القوميات والأديان السائدة أغاب دول العالم تعد من القضايا الحساسة والحيوية التي لها صلة وطيدة مع حقوق الإنسان وأضاف بطرس ان مسيحيي العراق يعانون من ضغوطات على حرياتهم والحد من ممارسة شعائرهم الدينية وهي البنود الدستورية والقوانين والمؤسسات والتدخلات السياسية وبعد مداخلات ومناقشات مطولة توصل المؤتمرون إلى إقرار التوصيات والبيان الختامي للمؤتمر الذي استمر مدة يومين متتالين السادس والعشرين والسابع والعشرين من تشرين الأول لعام الفين وثلاثة عشر
وجاء في البيان
1- الشكر لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل سليمان على رعايته المؤتمر
2- الشكر لأصحاب الغبطة بطاركة ورؤساء الكنائس الشرقية وممثليهم على حضور المؤتمر ومباركة اعماله
3- التأكيد على ان المسيحيين المشرقيين هم ابناء هذه الأرض المشرقية الأصليون وانهم باقون فيها مهما اشتدت عليهم الصعاب
4- تشجيع وتفعيل الحوار بين المسيحيين المشرقيين في جميع بلدانهم مع اخوانهم المسلمين بغية تعزيز مناخات التفاهم حول بناء مجتمعاتهم المستقبلية في احترام كامل للحريات العامة وحقوق الإنسان
5- بنتيجة البحث والمشاورات التي جرت قبل وأثناء المؤتمر وخصوصا الطروحات العديدة المتعلقة باستحداث آليات عمل لدعم الوجود المسيحي المشرقي وزيادة فعاليته تم التفاهم على ان يقوم اللقاء ببحث هذا الموضوع بكل تفاصيله مع رؤساء الكنائس المشرقية قبل الشروع في أنشاء هكذا آليات
6- تكليف لجنة من ثلاثة أعضاء من الهيئة الإدارية للقاء مسيحيي المشرق لوضع الدراسات اللازمة للآليات المقترحة على ان تنهي هذه اللجنة اعمالها في فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر ومن ثم يقوم اللقاء بعرض هذه الدراسات على رؤساء الكنائس لمناقشتها
7- مع اختتام أعمال المؤتمر الأول للقاء مسيحيي المشرق يتابع لقاء مسيحيي المشرق اعماله ويكثف اتصالاته مع رؤساء الكنائس المشرقية لوضع الأفكار والطروحات التي برزت في المؤتمر حيز التنفيذ .
عشتارتيفي كوم- خاص- لبنان/تقرير: شمعون متي