في 30 /3 ولغاية 1/4/2013 وبجوار مدينة عفرين ، انعقد المؤتمر السابع لحزب الوحــدة الديمقراطي الكردي في سوريا ، بحضور مندوبي كامل دوائر التنظيم في الداخل السوري ( دمشق ، الحسكة ، القامشلي ، حلب ، الرقة – تل أبيض ، كوباني”عين العرب” ، عفرين – كرداغ ) وكذلك مندوبي دوائر ومنظمات الخارج ( لبنان ، إقليم كردستان العراق ، أوروبا ) ، وذلك تحت الشعارات التالية :
– النصر لثورة الحرية والكرامة ، من أجل سورية حرّة ديمقراطية تعددية لا مركزية .
– حماية وحـدة الصف الكردي والسلم الأهلي .
– تعزيز دور الحزب على كافة الصعد والتمسك بثوابته .
– حرية المرأة أساس تطوّر المجتمع .
استهل المؤتمر أعماله بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة في سوريا ورئيس الحزب الفقيد الراحل إسماعيل عمر والرفاق الشهداء كمال حنان والدكتور شيرزاد علمدار ،ريزان خالد مصطفى ومصطفى عيسو وكثيرون غيرهم ، وكذلك على أرواح شهداء عموم الكرد وحراكهم القومي الديمقراطي التحرري في كافة أرجاء كردستان حيث أجمع المؤتمرون على تسمية محفلهم الحزبي هذا بمؤتمر الخالدين ( إسماعيل عمر ، كمال حنان ،د.شيرزاد علمدار ) ، ومن ثم بوشر بعرض وإقرار وثائق التقرير السياسي – الثقافي والإعلامي – التنظيمي والمالي ، ومشروعي البرنامج السياسي والنظام الداخلي ، حيث تم إغناؤها من خلال آراء ومناقشات بناءة وشعور عالٍ بالمسؤولية ، تخللته تلاوة رسائل لمنظمات حزبية ورفاق من الداخل والخارج .
* مع دخول الثورة السورية عامها الثالث وحيال التفاقم المضطرد للوضع المأساوي – الكارثي في المشهد السوري جراء استمرار دوامة العنف والفظائع في العديد من المناطق والمدن وسقوط عشرات الآلاف قتلى وجرحى ، ونزوح مئات الآلاف من الأسر والعوائل من بيوتهم هرباً من جحيم الموت وقصف صاروخي مدمرّ تمارسه قوات النظام الموغل في خياره الأمني – العسكري إزاء الأزمة الوطنية المستفحلة منذ عامين ونيف ، رأى المؤتمر أن أفق إيجاد حلٍ سياسي يلبي طموحات الشعب في وقف نزيف الدم والدمار وإنهاء الاستبداد لايزال شبه مسدود ، يكتنفه غموض ومخاطر ، وأن الصراع في سوريا وعليها مستمر وعلى أشده ، وإن كان يجلب معه مزيداً من الدم والخراب وانتهاكات فظة لحياة وكرامة المدنيين الأبرياء ، واغتيالات وتفجيرات انتحارية مريبة … الخ . مما يستوجب تضافر الجهود لتلاقي وتأطير أطياف المعارضة التي نحن جزء منها للعمل يداً بيد نحو تحقيق أماني الشعب في إسقاط النظام الأمني الاستبدادي.
وأشار المؤتمر بأن المراوغة من جانب طاقم النظام بهدف كسب الوقت للاستمرار في توحشه الأمني – العسكري كان العامل الأهم في إعاقة عملية وجهود إنجاح المبادرات السلمية العربية والدولية ، لتبقى دورة العنف تدور عجلتها ، وليبقى الشعب السوري ينزف دماً ودموعاً .
* كما ورأى المؤتمر بأن كافة أطياف ومكونات المجتمع السوري اتضحت لها أكثر من أي وقتٍ مضى بأن الخيار العنفي– العسكري خيار عبثي لايخدم انتفاضة الشعب وثورته ، وإن منظومة الاستبداد المتجسدة بنظام حكم الحزب الواحد منذ عقود يولٍّد المزيد من الكراهية والتخندقات اللاوطنية واللانسانية ، لتنتعش في ظلالها العداوات وثقافة الموت ، وكل ما هو متخلف ، وذلك وسط صخب إعلامي – شعاراتي ، يرمي إلى إلغاء المنطق والعقلانية ، لتحل محلها ردود فعل وفقدان الصواب .
* أكد المؤتمر بأن الإساءة إلى الكرد والنيل من تآلفهم ، تعني الإساءة للشعب السوري برمته ، وأن تجسيد وحدة الصف الكردي تتمثل بتعاون وتنسيق صادقين بين المجلسين الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان ، وتفعيل جميع لجان العمل المشترك وعلى مختلف الصعد تحت راية الهيئة الكردية العليا ، حيث أن تطويق ونزع فتيل توترٍ أو نزاعٍ واقتتال ، بهدف حماية تآلف ووحدة الصف الكردي ، يشكل ضرورة تاريخية – مجتمعية وسياسية لابديل لها.
* ولدى تناول المجال الكردستاني أشار المؤتمر بأن القضية الكردية وبوجه عام في مختلف أرجاء كردستان وبلدان المهجر ، تشهد تطوراً ملحوظاً نحو الأمام ، وحرصاً على تحقيق مزيدٍ من التفاهم والتآلف الكردي – الكردي ، وكسب الأصدقاء ، وأن ثمة بوادر تحوّل هام في ذهنية الإنكار ولغة الحل العسكري لدى الجانب التركي ، حيث أشاد المؤتمر بمبادرة السيد عبد الله أوجلان مع تحفظاتٍ عليها وأبرزها حياة ومصير عشرات الألوف من مقاتلي HPG ، إذ أن المبادرة تمهد السبيل نحو إرساء حلّ سلمي للقضية الكردية في تركيا ونبذ لغة السلاح والعنف ، وهذا يتوقف أساساً على مدى تجاوب تركيا الدولة مع المبادرة تلك ، حيث أن نجاحها يجلب الفائدة لجميع شعوب المنطقة ، وقضية السلم والعيش المشترك على أساس من الاحترام المتبادل ، في الوقت الذي لايزال القمع الدموي وسياسة إنكار الحقوق القومية لشعب كردستان إيران سائداً في ظل نظام ولاية الفقيه.
* أبدى المؤتمر امتنانه لجهود الفعاليات ومنظمات المجتمع المدني والعديد من بلديات وولايات تركيا وكردستان ، وكذلك الهلال الأحمر والصليب الأحمر ، وجميع المنظمات الإنسانية التي قدمت وتقدم المساعدات الإنسانية لشعبنا وخصوصاً تلك التي وصلت مدينة سري كانيه(رأس العين) التي كانت قد تعرضت إلى هجمات عسكرية غادرة , ومن قبلها قسطل جندو– شكاكا منطقة عفرين ، كما وأبدى المؤتمر امتنانه لدور حكومة ورئاسة إقليم كردستان العراق في إيصال المساعدات الإنسانية إلى شعبنا في الداخل السوري , مع التقدير العال لجميع الفعاليات والأحزاب الكردستانية التي وقفت وتقف إلى جانب شعبنا الكردي في سوريا ووحدة صفه ، ونخص بالذكر دور السيد رئيس الإقليم الأخ مسعود بارزاني الذي كان له الدور الأبرز في التوصل إلى إتفاقية– إعلان هولير خدمةً لحماية الصف الكردي في سوريا ووحدته .
* على صعيد آخر ، أشار المؤتمر إلى أن النفوذ والاحترام الذي يحظى به الحزب في الداخل والخارج , ولدى معظم فعاليات المجتمع المدني وقوى وأوساط المعارضة الوطنية والديمقراطية والأحزاب الكردستانية مرده ليس فقط الميراث النضالي للحزب على مدى عقود ، بل وكذلك السياسة العقلانية المتزنة التي لطالما تم الحفاظ عليها والتي عنوانها الحرص الدائم على تغليب التناقض الرئيسي على سواه ، والتمسك الثابت بمبدأ وثقافة اللاعنف واستقلالية القرار السياسي في العمل بجرأة وشفافية .
* في ختام المؤتمر وبعلنية غير مسبوقة ، جرت عملية الاقتراع ، حيث تم انتخاب أعضاء هيئة قيادية والرفيقين محي الدين شيخ آلي سكرتيراً للحزب و مصطفى مشايخ نائباً له ، تلاه حفل ومراسيم أداء القسم في جوٍ ساده شعور بالمسؤولية التاريخية ، وتجديد الثقة باستمرار العمل والنضال دون تردد ، من أجل سوريا ديمقراطية تعددية برلمانية لامركزية ، ودستور عصري يعكس التنوع القومي – الديني ، وبموجبه يتمتع شعبنا بحقوقه القومية المهضومة ، وفق إدارة ذاتية للمناطق الكردية كوحدة إدارية – سياسية ، في إطار حماية وحدة البلاد ، من أجل السلم والحرية والمساواة .
عاشت سوريا حرّة ديمقراطية ….
2/4/2013
المؤتمر السابع لحزب الوحــدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )