الايزيديون في سوريا

Share Button

فرماز غريبو

مقدمة: الايزيديون شعب قديم قدم التاريخ، كما انهم من سكان سوريا الاصليين،

ولازموها منذ فجر تاريخها ويعود تاريخ الايزيديين حسب كل الابحاث التاريخية دون تفريق وحسب التنقيبات المحايدة التي اجريت من قبل الباحثين، الى اجدادهم الاوائل مثل السومريين والهوريين والحثيين، وقبل هؤلاء الى الذين كانوا موجودينتنزيل (1) في منطقة ميزوبوتاميا (بلاد مابين النهرين ) قبل ظهور السومريين هناك بهذا الاسم وكانوا يسمون باسماء متنوعة ومتفرقة كما ذكرت قبل قليل، ولكن بعقيدة واحدة، وانشاؤا ممالك المدن ومن ثم ممالك حقيقية ودولا مثل دولة الحثيين التي امتدت حتى مصر وكانت عاصمتها ( اش وكاني ) ودولة الخالديين (اورارتو ) وكانت عاصمتها مدينة وان الحالية وكلاهما في شمال كردستان وكذلك دولة الداسنية في جنوب كردستان ومملكة ميديا 612 ق م كانت ابرزها ولكن الاكراد الايزيديين تعرضوا لهجمات الشعوب المجاورة من الجنوب والشرق والشمال وكذلك الغرب وسيطر الكثير من هؤلاء على وطن الكرد الايزيددين ولكن لم يستطع هؤلاء الغزاة بهجماتهم السيطرة على عقيدة الايزيديين وانما ازداد ايمان الايزيديين بدينهم وعقيدتهم وفي العصر الحديث وبعد تقسيم المنطقة من قبل الاخرين تم تقسيم وطنهم بين الناس الغرباء وبسبب ذلك تم تقسيم الايزيديين ايضا بموجب هذه التقسيمات وصاروا في دول متعددة كما هاجر قسم كبير منهم بسبب الظلم الذي تعرضوا له الى دول غريبة من غير وطنهم ولكن مع كل ذلك لم ينسوا وطنهم وانما بقوا مرتبطين به حتى بعد الموت فها انك تجد ان الذي يموت من الايزيديين يوصي قبل ان يموت بان ترسل جنازته الى وطنه وتدفن هناك بارض الوطن هذا ما لا يفعله الاخرون والان صار الايزيديون موزعين بين دول العالم اما في الوطن فانهم موزعون فيما بين الدول التالية :

1- سوريا 2- العراق 3- تركيا 4- ايران 5- دول الاتحاد السوفييتي السابق وخاصة بارمينيا

وهنا فاننا نبحث في وضع الايزيديين في سوريا الذي هو موضوعنا

1- عدد الايزيديين في سوريا :
حسب الاحصائية التي اجريتها في سوريا وعلى ارض الواقع وزرت قراهم بنفسي بلغ عدد الايزيديين بسوريا

50 الف شخص وعندما بحثت في الامر رايت جوابا من محكمة سيغمارينغين الالمانية تقول بان عددالايزيديين في سوريا يبلغ 50 الف نسمة وبذلك تاكدت من الاحصاء الذي اجريته بنفسي وبانه الاصح

2- التوزع الجغرافي للايزيديين في سوريا :

يتوزع الايزيديون في سوريا على شكل جزر متناثرة هنا وهناك وبالشكل التالي:

1- منطقة الجراح: وهذه المنطقة تقع شرق سوريا وعلى طرفي نهر يدعى بنهر الجراح الذي ينبع من شمال كردستان وتوجه نحو الجنوب مارا بسوريا ويمكن تحديد هذه المنطقة بالشكل التالي:تنزيل (3)

بانها تقع شرق مدينة القامشلي 28 كم وعندما تريد السفر منها الى الشرق باتجاه نهر دجلة او منابع البترول اي رميلان تمر ببلدة القحطانية التي اسمها الحقيقي (تربسبي ) وعربت الى العربية فصارت قبور البيض ثم عربت ثانية فصار اسمها الان القحطانية هناك ببلدة القحطانية تجد الايزيديين والى الشمال الشرق منها تجد قراهم وهي :

1- بلدة القحطانية نفسها كان يسكن 50 عائلة ايزيدية
2-قرية دريجيك يسكنها 50 عائلة ايزيدية تقريبا
3-قرية مزكفت يسكنها 40 عائلة ايزيدية
4- قرية تل خاتون يسكنها 70 عائلة ايزيدية
5-قرية اوتلجة يسكنها 30 عائلة ايزيدية
6- قرية الا رشا يسكنها 35 عائلة ايزيدية

وكان يسكن في كل من شلهومية وكركي شامو عائلات ايزيدية ايضا كما كانت عدة عائلات ايزيدية تسكن القامشلي في الفترة الاخيرة هاجر عدد من تلك العائلات الى بلدة القحطانية كما هاجر قسم منها الى خارج الوطن لكن بقي عدد جيد من ابنائها فيها رغم ذلك وهم يزورونها بين الحين والاخر دون انقطاع

هذه القرى الايزيدية كانت بعضها تضم الايزيديين فقط مثل اوتلجة ومنها خليط من الايزيديين والمسلمين مثل تل خاتون ومنها خليط من الايزيديين والمسلمين واليهود والمسيحيين مثل مزكفت

كما ان هذه القرى كانت تضم الايزيديين من مختلف العشائر الايزيدية ففي الا رشا تكاد تجد فقط الكفناسة

في حين تجد في تل خاتون الداسكا والبعجولا والبحنمنية والخالتا والتاقا والخرابية والنمرداني

وفي اوتلجة تجد الكيوخية والمحوكا وفي مزكفت تجد النمرداني والشفقتا والباجني والمحوكي

وفي دريجيك تجد الافشي وفيما بعد من مختلف العشائر الايزيدية بمعنى انك تجد الايزيديين بمختلف عشائرهم في تلك القرى وهم متضامنين وكالاخوة دون تمييزوكانو يعرفون بالجرحية او بالايزيدية دون ذكر اسم العشيرة من قبل غير الايزيديين وحتى ان الايزيديين باتوا يتركون الاسم العشائري ويركزون على اسمهم كايزيديين

اريد ان اذكر بانه كانت هناك قرى ايزيدية مهجورة الان ولكنها كانت ماهولة بعدد كبير من الايزيديين في القديم

منها قوبك -نير دهام -واركي كوا – كركي حسن ايقوب وهي تقع بين مزكفت واوتلجة وخرابي بوتكا قرب الا رشا
2- منطقة الحسكة : المنطقة الثانية من المناطق التي يسكنها الايزيديون هي منطقة الحسكة ويسمون الغربية

وهي ايضا من عشائر متنوعة اهمها الشرقية ومنها التورنا والدنا والملا والسوعانا —— وقراهم :

1- قرية طولكو
2- تل طويل
3- السليمانية
4- دوكوركي
5-برزان كلو
6- برزان الكبير

وكل قرية من تلك القرى تحوي اكثر من 30 عائلة فبرزان وحده يحوي اكثر من 70 عائلة

3- منطقة عامودا: هي المنطقة الثالثة من المناطق التي يسكنها الايزيديون في سوريا ومن قراهم

1-خربة ديلان –
2-خربة خوي
3-دوكوركة
4- عا كولة
5- جتلة
4- منطقة راس العين : مثل قرية جان تمر والاسدية
5- منطقة عفرين وحلب :
يسكن في هذه المناطق عدد جيد من الايزيديين ورغم انهم كانوا بعيدين من مناطق الايزيديين في سوريا الا انهم كانوا قريبين من مناطق الايزيديين في شمال كردستان ولاقى الايزيديون هناك الكثير من الظلم والاضطهاد على يد غير الايزيديين من ابناء الديانات الاخرى وخاصة المسلمين مما دفع هؤلاء الى ارتكاب بعض الاخطاء من الناحية الدينية فكما نعرف لايجوز للايزيديين الزواج من غير الايزيديين الا ان في مناطق عفرين نجد هذا الشئ وهذا يعود الى الخوف والظلم اللذين تعرضوا لهما هناك فقد وجدت بنفسي من الايزيديين من تزوج من المسلمين نساء ورجالا وكذلك يتم الزواج بين مختلف الفئات من الايزيديين من شيخ وبير ومريد ويقول الايزيديون هناك بان الاحد والسد لم يصلا اليهم ولكن هذا ليس صحيحا وانما السبب يعود الى الخوف والاضطهاد الاتيين من المسلمين هناك وفي الوقت الحاضر نتيجة حدوث اتصال بينهم وبين الايزيديين في المناطق الشرقية نامل في ازالة هذا الامر وتصحيح الواقع غير المقبول في الدين الايزيدي

هنا بهذه المنطقة يسكن الايزيديون في:

1- ضمن مدينة حلب وفي الاحياء التالية : الشيخ مقصود – بستان باشا – سريان قديم – سريان جديد – سيف الدولة ——-
2– في بلدة عفرين
3- في قرى
1- قيباري ( عشقيبار)
2-قسطل جندو
3- فقيرة
4-جنديريس

الوضع الاجتماعي :

الايزيديون بسبب الاضطهاد الذي لاقوه من قبل غيرهم اضطروا على ان يتجمعوا في مناطق خاصة وتجمعهم لذلك تجد قراهم في مناطق بعيدة بعض الشئ من مناطق الاخرين ككل الشعوب التي عانت من الاضطهاد مثل الدروز والعلويين في سوريا وفي المدن تجدهم ايضا متجمعين في حارات خاصة وقريبين من بعضهم وعلاقاتهم بالاخرين قائمة على الحذر والخوف ولكن مع ذلك فانهم يحبون التجمع والمناقشة الحرة والعيش مع الاخرين في سلام واخوة ويتعاملون مع الغير بكل احترام وادب وهم يحبون الضيف كثيرا ولكن بسبب ما لاقوه من غدر من الغير فان تعاملهم يبقى ضمن نطاق الخوف والحذر كما قلت والايزيديون كما قلت عشائر وقبائل وهم قريبون من الحياة البدوية في التعامل ومن الحياة المدنية كذلك فهم يعيشون حياة وسط بين هذا وذاك ولايضمرون اي حقد او كراهية ضد احد وان صدرت منهم بعض التصرفات فان ذلك يعود الى ما تعرضوا له من قديم وحديث على يد اتباع الديانات الاخرى فمثلا تعرض الايزيديون لمذابح جماعية كثيرة بلغت 72 مذبحة والان يتعرضون لاعتداءات مستمرة مثل خطف نسائهم من قبل الغير وعلى مراى ومسمع من الدولة التي يعيشون فيها وكما نعرف هذا روح الارهاب في المجتع الايزيدي ترى حياة خاصة وفي مقدمتها الزواج والكريفانية.

فكما هو معروف يتالف المجتمع الايزيدي من 3 فئات

1- الشيخ 2- البير 3- المريد

ويحدث الزواج ضمن هذه الفئات اي الشيوخ يتزوجون ضمن فئتهم وكذلك البيرة وكذلك المريد فلا يجوز لفئة من تلك الفئات الزواج من غير فئتها او من اتباع الديانات الاخرح وهذه نقطة يستغلها الاخرون من اتباع الديانات الاخرى لضرب الايزيديين ودينهم وحتى ان كل الشيوخ لايتزوجون من بعضهم فهم فروع ويجب ان يتزوج كل فرع من فرعه وكذلك البيرة اما المريد فانهم يتزوجون ضمن فئتهم بحرية في المجتمع الايزيدي هناك ترابط عائلي قوي وشديد وقد تجد من ابناء العائلة من تزوج وبلغ عمره 60 سنة ولايزال ضمن العائلة

وهناك عادات وتقاليد خاصة بهم واخرى تشبه العادات والتقاليد التي تجدها عند الاخرين من الجوار مثل التعازي والزواج فهي متشابهة وبشكل وكما قلت فنهم من الذين يتوقون الى الحرية والى السلام والوئام ويقيمون علاقات مع الاخرين على هذا الاساس الوضع الاجتماعي بين الايزيديين مؤسس على اساس قبلي عشائري ولم ياخذ الطابع السياسي وهو غير منظم كما سياتي لاحقا.

الوضع الاقتصادي :

الايزيديون في سوريا مثلهم مثل الغير فهم يعيشون بمعظمهم في القرى ولذلك فان حياته الاقتصادية تعتمد على 1- الزراعة 2- تربية الحيوانات وفي الاونة الاخيرة قلت حيواناتهم ايضا لذلك بقيت الحياة الزراعية تلعب الدور الرئسي في حياتهم الاقتصادية وهم في مجملهم فقراء لان اعتمادهم على الزراعة ايضا لاتدر عليهم المال الوفير فمنذ 1970 استولت الدولة على اراضيهم وجلبت العرب المعروفين بعرب الغمر من مناطق حلب والرقة واعطت الدولة اراضي الايزيديين لهؤلاء العرب وبذلك حرمتهم الدولة من

تلك الاراضي ايضا كما انهم في معظمهم اجانب او مجردين من الجنسية السورية وبذلك فانه لايجوز لهم العمل في الوظائف الحكومية ليس لانهم غير سوريين بل لاسباب سياسية فمثلا كنت( فرماز غريبو) املك الجنسية السورية وخدمت في الجيش السوري كضابط وبعد ان انهيت الخدمة العسكرية جردتني الدولة من الجنسية السورية دون سبب هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فانه لاتوجد في مناطق الايزيديين معامل للعمل وان وجدت بعض الحرف اليدوية فانها لم تعد تدر مالا ومعظم المحاصيل الزراعية بعلية وانتاجها قليل وكذلك نجد نظام الانتاج مناصفة اي يعطي الشخص ارضه لاخر (مزارع ) فيزرعه ذلك المزارع وبعد جني المحصول يقسم مناصفة بينه وبين مالك الارض.

اهم المحاصيل الزراعية :

القمح – الشعير – القطن – العدس وفي مناطق عفرين الزيتون بالاضافة الى الخضراوات ——-ولكن رغم كل ذلك فان المردود ضعيف في الفترة الاخيرة وبعد هجرة الايزيديين الى اوربا صار المهاجرون يرسلون الاموال الى اهلهم في الوطن مما ساعد على تحسين وضعهم المعيشي بعض الشئ وساعد البعض على ممارسة بعض الاعمال التجارية الخفيفة كتجارة الحبوب والبيع المفرق ولكن سياسة الدولة تحد من نشاطهم لكون معظمهم مجردين من الجنسية.

الوضع التعليمي :

الايزيديون من الناس الذين يحبون العلم والمعرفة لذلك يبحثون عن العلم والمعرفة بكل شغف ولكن كما ذكرت فان الخوف من اتباع الديانات الاخرى بسبب عقيدتهم الايزيدية جعلهم بعيدين عن مجالات العلم لوقت طويل جدا وعندما انشئت المدارس في قراهم ارسلوا اولادهم الى تلك المدارس من الذكور والاناث ولكن كانت النسبة بين الاناث ضعيفة بسبب الوضع الاجتماعي والديني معا ليس بين الايزيديين فقط وانما بين المجتمع الشرقي عموما وقد تابع الطلاب الايزيديون الدارسة في المراحل الاعدادية والثانوية ايضا رغم كل الصعوبات وحتى بالمراحل العليا من الدراسة في الجامعات والمعاهد وتخرجت اعداد جيدة منهم من تلك الجامعات من مدرسين ومحامين وغير ذلك ولكن وضعهم الديني وسياسة الدولة انعكسا عليهم بشكل سلبي مثل:

1- الدين
2- الهجرة
3-سياسة الدولة وتجريد عدد كبير منهم من الجنسية السورية
4- الوضع المعيشي والفقر

فمن الناحية الدينية من الصعب جدا ان يسكن احد الطلاب الايزيديين مدينة سكانها من غير الايزيديين خاصة وان عرف احد بان ذلك الطالب ايزيدي فان ذلك لن يترك ذلك الطالب في سلام وسيضطر الطالب الى ترك دراسته وقد حدث ذلك معي عندما كنت في الثانوية العامة وكنت اقدم الفحوص في مدينة القامشلي مع عدد من الطلاب الاكراد المسلمين ففي كل لحظة كان هؤلاء يهاجمون ديني ويقولون بانني كافر ويجب ان اصبح مسلما فاضطريت اترك ذلك المكان وسكنت في الفندق كي لايعرفني احد ورغم ذلك لم يتركوني حتى اقدم احدهم على ضربي ضربا مبرحا وكذلك عندما كنت ادرس في دمشق وحلب لم اكن استطيع البوح بديني واخفيه خوفا

وفي المدارس فانه يفرض على الايزيدي ان يدرس التربية الدينية الاسلامية رغما عنه ولايسمح له دراسه اصول دينه ولا التربية الدينية المسيحية واثناء الدراسة كنا نتعرض لاحتقار مستمر لديننا حتى اضطريت ان لااحضر درس التربية الدينية الاسلامية وكنت اقدم الامتحان فيها بشكل حر وهكذا بالنسبة لبقية الطلاب الايزيديين وهذا الامر اجبر الكثير من الايزيديين على عدم متابعة الدراسة او عدم ارسال الاطفال الى المدارس اصلا هذا في مناطقنا اما في المدن الكبرى فان الوضع كان اصعب لذلك اصيب الايزيدي بازمة صعبة

اما الهجرة فبعد ان توجه الايزيديون الى خارج الوطن انعكس ذلك سلبا على وضعهم التعليمي حيث ان الهجرة صارت الشغل الشاغل لهم واصبح مرضا نفسيا للناس كلهم دون تفريق وتقلص الاقبال على الدارسة لانه اصبح كل واحد يفكر بانه سوف يهاجر غدا او بعد غد لذلك لم يبق ضروريا الذهاب الى المدارس حسب اعتقادهم والذين كانوا بالمدارس تركوا الدراسة بانتظار الهجرة والتجريد من الجنسية السورية شكل مرضا عضالا للايزيديين فصار الطالب واهله يفكرون ويقولون ما الفائدة اذا درس الفرد عشرين سنة وبعد ذلك يقال له لامكان لك ولافائدة من هذه الدراسة ويوجد الكثيرون الذين حصلوا على الشهادات الجامعية ولكن بسبب كونهم مجردين من الجنسية لايستطيعون العمل فكل الابواب مسدودة بوجهه هذا اذا سمح له اصلا بالدارسة لان الكثير من الايزيديين مكتومي القيد فان كانت الام مواطنة والاب مجرد من الجنسية فان الطفل لايسجل في السجلات المدنية ويبقى مكتوم القيد ولذلك اذا درس ذلك الطفل وان نجح في الفحوص بالشهادة الاعدادية والثانوية فانه لن يمنح شهادة التخرج وانما تعطى له ورقة عادية من مديرية التربية وتصادر شهادة تخرجه فلا يستطيع متابعة دراسته وكانه لم يدرس وهذا ضد صلب لائحة حقوق الانسان ولايوجد مثل هذا في كل دول العالم واكثرها عنصرية فالطبيب المتخرج من الجامع لايستطيع العمل كطبيب والحقوقي المتخرج من كلية الحقوق لايستيع العمل كمحامي او قاضي وكذلك بالنسبة للمجالات الاخرى هذه مجالات للعمل الحر اما المجالات المتعلقة بالدولة فانه محروم على المجردين من الجنسية تماما ومن ناحية الوضع المعيشي وتاثير ذلك على الدراسة فكما نعرف فان مراكز الدراسة بعيدة عن مناطق الايزيديين اي الجامعات والمعاهد واقرب جامعة تبعد عنهم 400كم وهذا يحتاج الى سفر والى سكن وبالتالي الى مصاريف كثيرة وليس بامكان كل الناس تحمل ذلك لذلك فان معظم الطلاب يكتفون باتمام الدراسة الاعدادية او الثانوية.

الوضع الديني للايزيديين في سوريا :

الايزيديون محرومون من كل حقوقهم الدينية

1- فهم محرومون من تعلم اصول دينهم فلا يوجد مكان خاص بهم لاجل ذلك وكيف يكون ذلك وهم متهمون بانهم كفار وحتى في المدارس فانه لايجوز تعلم اصول الدين الايزيدي فعندما كنا في المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية كنا نجبر على ان ندرس اصول الدين الاسلامي (التربية الاسلامية ) حتى اذا اراد احدنا دراسة التربية المسيحية فانه كان ممنوعا وعندما كان يوجد ولو طالب مسيحي كان ياتي مدرس خاص لتدريسه وبالمقابل ان كان هناك 4 طلاب ايزيديين فانهم كانوا مجبرين على دراسة التربية الاسلامية رغم وجود امكانية لياتي شخص او مدرس لتدريس اصول الدين الايزيدي واقتناء كتب تتعلق بالدين الايزيدي ممنوع منعا باتا وان صادف ووجد كتاب عند احد الناس تتعلق بالدين الايزيدي فانهم كان ستهم الف تهمة وربما يروح فيها كما يقال بالعامية وحتى لو اراد الايزيديون تعلم اصول دينهم بالبيت فانه كان ممنوعا

2- وجود مراكز العبادة : كان هذا حلما جميلا ولكنه مجرد حلم كان مستحيلا لم اجد ولم يوجد في سوريا مكان للعبادة ابدا ولم يبن في تاريخ سوريا الحديثة مركز ديني للايزيديين لان ذلك كان ممنوعا وحتى لو جرت بعض المراسيم الدينية البسيطة كانت تتم بكل سرية وتحت الخوف وتحت المراقبة المخابراتية وربما كان الذي اشترك في المراسيم استدعي لمراكز المخابرات للتحقيق معه كمثال اذكر يطوف الطاووس وهو رمزمقدس عند الايزيديين بين الايزيديين سنويا كان القوالون يخضعون لمراقبة مستمرة من قبل المخابرات ويستدعون للتحقيق معهم مرات عديدة وعكس ذلك فانه كان يكثر من بناء الجوامع الاسلامية في القرى الايزيدية قصدا لمسح الطابع الايزيدي هناك انا التعبير عن الراي عند الايزيديين فانه كان مصادرا واقل تهمة توجه اليهم هي الكفر او الاتصال بجهة اجنبية او التامر حتى انه في الفترة الاخيرة اعتبر كفارا ومنعت شهادتهم امام المحاكم السورية منذ سنة 1993م من قبل المحكمة الشرعية في الحسكة اذا كان الوضع هكذا فبالطبع كانت ممارسة الشعائر الدينية ممنوعة.

الوضع القانوني للايزيديين في سوريا :

الايزيديون في سوريا ككل الايزيديين في الدول التي يتواجدون لايملكون اي حق لا من الناحية السيايسة ولا من الناحية الدينية فمن الناحية الدينية يخضعون للمحاكم الشرعية الاسلامية عنوة دون ارادتهم ولايملكون محاكم شرعية او دينية خاصة بهم كما لايسمح لهم ان يتبعوا المحاكم المدنية في قضاياهم الدينية كما في اوربا مثلا لذلك فانهم في قضايا الزواج والطلاق وما يتعلق بذلك يخضعون للمحاكم الشرعية الاسلامية وحتى ذلك صارت تمنع عليهم والسيد عبدالله عرفي القاضي الشرعي بالحسكة اعتبرهم سنة 1993م كفارا ودعا الى عدم قبول شهادتهم امام المحاكم السورية ورغم وجود كادر قانوني من الايزيديين فانه لايسمح لهم باجراء معاملاتهم الشرعية بانفسهم ومن الامكان فتح غرفة خاصة بالايزيديين لهذه الامور ولكن الدولة اجبرتهم على ان يتبعوا المحاكم الشرعية الاسلامية ورغم ان طقوس الزواج عند الايزيديين وما يتبع ذلك تتم من قبل مختصين بالدين الايزيدي مثل البيشيمام الا انه لايعترف بتلك الطقوس ويجبر الايزيدي على ان يجري تلك الطقوس امام المحاكم الشرعية الاسلامية كما ذكرت ورغم ان غير الايزيديين يملكون الحق في اجراء مثل تلك الطقوس بطريقتهم الخاصة مثل الدروز والمسيحيين واليهود الا ان ذلك ممنوع بالنسبة للايزيديين وهنا اذكر مثال يدعو للتعجب عندما اجريت معاملة قيد زواجي ذهبت للمحكمة رغم انني كنت قد اجريت ذلك عند البيشيمام وهو رجل الدين المختص بذلك وعندما طلب مني القاضي احضار الشهود كان من احد شهودي شخص يدعى حبصونو فرفض القاضي قبول شهادته وقال هذا اسم مسيحي لذلك نادى للسائق وجعله شاهدا وهنا ارد مثالا اخر يدعو للاشمئزاز بعام 1999م تم اجراء عقد زواج بين رجل يدعى سينان عيسو وامراة ايزيدية تدعى داليا جندو بالحسكة بالمحكمة الشرعية بتاريخ 5-1-1999م وكان مستوفيا لكل اركانه وشروطه القانونية وبموجب وثيقة تثبيت زواج 290 تاريخ

24-5-1999م ولكن النيابة العامة بالحسكة وممثلها القاضي سليمان العلي طعن بالامر وطالب بابطال وثيقة الزواج الصادرة عن المحكمة الشرعية بالحسكة رقم اساس 162 تاريخ 30-6-1999م ووصل الامر الى محكمة النقض – الغرفة الشرعية – وهي اعلى درجات المحاكم وبتت بالامر موضوع الدعوى لجهة تثبيت الزواج ووثيقة تثبيت الزواج بان المحكمة الشرعية غير مختصة للنظر في موضوع الدعوى كون طرفي الدعوى من الطائفة الايزيدية وتم رد طلب الزوجين بتثبيت الزواج ورد طلب النيابة العامة هذا من جهة ومن جهة اخرى فانه لايجوز اخضاع الايزيديين للقضاء المدني لان ذلك مخالف لاحكام القوانين النافذة للاسباب التالية

1-اليزيديون ليسوا اجانب وانما مواطنون سوريون وخضعوا للقضاء الشرعي
2-ليس لدى الايزيديين قوانين خاصة بهم او محاكم
وقرار محكمة النقض هذا صدر في 19-1-2001م للاعلام من قبل الهيئة المؤلفة من السادة :

1-احمد السيد علي رئسا
2-فريد شعبو الكردي وهيثم الطحان مستشارين

والقرار المطعون ضده صادر من المحكمة الشرعية بالحسكة 294-298 تاريخ 8-11-1999م رد الدعوى لعدم الاختصاص هذا هو وضع الايزيديين اما م المحاكم والقانون في سوريا هنا اسال ما ذنب الاطفال الذين سيولدون دون ان يقيدوا في السجلات المدنية ؟
حتما سيخرج جيل من مكتومي القيد الذين لايحق لهم اي شئ والحكم عليهم بالموت المدني كما كان في قوانين روما القديمة
اناس اموات وهم على قيد الحياة

الوضع السياسي للايزيديين في سوريا :

الايزيديون في سوريا بمعظمهم مجردون من الجنسية السورية لذلك ليس لهم اي حق غير الموت هكذا وهم مواطنون من الدرجة…. سميها كما تشاء وكما اجد لا درجة لهم فهم بحكم الاموات كما قلت من ناحية اخرى لم يكن للايزيديين يوما اي تنظيم سياسي خاص بهم ولم يتخذ الايزيديةن اي موقف سلبي من اي تنظيم سياسي مهما يكن ولا من اي حكم كان وانما كانوا دائما يريدون العيش في سلام مع الاخرين ورغم ذلك لم يتخلصوا من التهم والاضطهاد والظلم اما ان يوجد اشخاص منهم في تنظيم معين من اي جهة كانت حكومية اي سواء اكان ذلك التنظيم تابعا للدولة اولغير الدولة فهذا امر خاص بهم ولايمثلون الايزيديين بذلك ابدا ولايمكن بذلك التكلم باسم الايزيديين اطلاقا فهؤلاء لهم نظرتهم الخاصة بهم ولكن مع ذلك فان للايزيديين شعور خاص بهم واستطيع القول بان 99 بالمئة منهم غير منظمين سياسيا وعندما حدثت مشاكل بسوريا على مر تاريخها لم يقف الايزيديون بجانب اي طرف من اطراف النزاع وانما بقوا على الحيد دائما وخرج الصراعات السياسية لان الايزيديين وجدوا انفسهم امام خيارات صعبة فهم اكراد من الناحية القومية ولكن حقهم مهضوم بين الاكراد فرغم وجود حوالاي 14 تنظيم او حزب كردي لانجد رئيس اي حزب من تلك الاحزاب من الايزيديين وحتى المراكز تنمح لهم وكمنية وليس حق شرعي لان الحق الشرعي يجب ان يؤخذ بالانتخاب ولكن ان اجريت انتخابات لاختيار الممثلين فلن ينجح اي ايزيدي باي منصب مرموق لان الاخرين افضل ولن ينال اصوات غير الايزيدي

اذا فهو كردي من الدرجة الثانية ومن ناحية اخرى فانه من الصعب ان ينتمي الايزيدي الى تنظيم تابع للدولة لان ذلك يجعله معرضا لاحتقار ذاتي وقومي وشعبي فكيف يعمل ايزيدي ضمن تنظيم مضاد لقوميته

وفي الاونة الاخيرة ظهر جيل يفكر بهذه الامور ولكن الخيار صعب فالشعور بالغبن دفعهم الى هذا الامر

الراي الخاص :

حسب راينا الخاص يحتاج الايزيديون الى تجمع خاص بهم ولكن يجب ان يكون هذا التجمع غير مضاد لاحد وانما يكون

1- لتثبيت حق الايزيديين في الوجود وتمثيلهم امام الغير
2- لجمع شملهم وتخليصهم من الغبن الذي الحق بهم مرارا من قبل الاخرين
3- لتقوية الجانب الديمقرطي في المجتمع السوري
ويكون هذا التجمع على الشكل التالي :

بما ان الايزيديين يوجدون في مناطق متفرقة بسوريا فانه يجب ايجاد ممثلين لكل منطقة على حدى

1- ممثلين عن الايزيديين في منطقة الجراح واعتقد بان هذا موجود وجاهز
2- ممثلين عن الايزيديين في منطقة الحسكة
3- ممثلين عن الايزيديين في منطقة عامودا
4- ممثلين عن الايزيديين في منطقة راس العين
5- ممثلين عن الايزيديين في منطقة عفرين وحلب

بعد ذلك كل ممثلية بكل منطقة من المناطق المذكورة تختار من يمثلها باختصار ومن ثم تشكل المجموعة التي شكلت من ممثلي الممثليات لجنة تمثل الايزيديين في كل عموم سوريا وتتكلم باسمهم في كل مكانوبشكل

علني لانهم يمثلون طائفة دينية ليست ضد احد واننا واثقون بانه يوجد من يهمهم هذا الامر من المخلصين الايزيديين ووجدتهم في سوريا سابقاً.

نقلا عن موقع كانيا سبي

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 639 من الديمقراطي

صدور العدد الجديد (639) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية. الافتتاحية : من المعلوم ...