السليمانيّة (كردستان العراق) ـ فاروق البرازي
تطل كل يوم عصراً، عند الساعة السادسة، الاعلاميّة نيكار محمود شيخو(وهي من مدينة قامشلو) من على شاشة” كلي كُردستان بلغتها الفصيحة كما الماء لتسرد عليهم قصة الثورة في سوريا وفي المناطق الكرديّة بالأم والحسرة، تتحدث لجمهورها الخاص ان تمضي قدماً برغم الويلات، وان الكُرد يوميّاً يعيشون حالة الأعراس.
وما ان انطلقت الثورة السورية حتى أمسكت نيكار محمود الملف السوري في هذه القناة التي هي القناة الأولى اهتمت بشأن الثورة من بين الأقنية الكرديّة، وبين يوم وآخر يتابع جمهور الثورة السوريّة في حيّزها الكُردي نيكار محمود لتخبرهم هذه الاعلاميّة التي استحوذت على انتباه غالبية الكُرد عن انجازات الثورة وتقدمها في رسم صورة سوريا المستقبل .
وترى نيكار محمود بأنّ المشهد الإعلامي الكردي مرتبط بالتحولات السياسية التي تطرأ على الساحة الكردية السورية والكردستانية، إذ أن لكل مؤسسة مقاربتها للثورة، تختلف به عن المؤسسة الآخرى، نظراً لتبعية المؤسسة إلى الحزب الذي تنتمي إليه أو إلى الجهة الممولة، لكن نستطيع القول بأن الاعلام الكردي بشكل عام والاعلام الكردي في اقليم كوردستان، استطاع أن يعوّض إلى حدٍ ما، التقصير الذي اظهره تجاه الكرد السوريين خلال عقدين من الزمن، نظراً لمبالغته في مراعاة ظروف الاقليم والحذر والحيطة الشديدين تجاه دمشق او غيرها من العواصم الاقليمية.
وتردف قائلة لـ”المستقبل” للإعلام الكردي في كُردستان العراق ميزتان، فهو يتابع وينقل الحدث السوري عامة والكردي خاصة، وبهذا يجد الثائر الكردي جهة تنقل نشاطاته وتقوم بتغطية الاحداث التي يصنعها، وهذا ما نفتخر به، لكن ذلك الاعلام نفسه، احيانا، وحسب ما تقتضيه مصلحة الحزب الكردستاني او الجهة الممولة، يصبح طرفاً في تأجيج الصراع بين القوى السياسية الكردية، المختلفة فطرةً وسلوكاً.
فيما ترى بأن الإعلام العربي، فـ”إن الكثير من مؤسساته وكوادره، وللأسف، يحمل في الكثير من طياته فكراً قوموياً، مبنيا على التشكيك بوطنية الكرد، ونادراً ما تجده يهتم بما يجري في المناطق الكردية من ثورة سلمية وازدهار المجتمع المدني والحفاظ على قيم التعايش السلمي مع المكونات الاخرى، وإن حصل وتطرق إلى الاوضاع في المناطق الكردية، فإنه يصور المشهد بشكل آخر، يوحي للقارئ او المشاهد او المستمع العربي بأن هناك خطراً على عروبته من قبل الكرد، وأن الكرد دعاة تقسيم أو يساندون النظام أو.. إلخ”
وتعتقد نيكار محمود وهي التي تقيم في السليمانيّة (كردستان العراق) منذ 2006 أي بعد ان ضغطت السلطات الأمنية في سوريا كل نشطاء الكُرد بعد فترة ربيع دمشق وانتفاضة الكُرد 2004 حيث هرب جزء من النشطاء من الملاحقات الأمنيّة وكانت نيكار أحد هؤلاء النشطاء بأن “علينا جميعاً، إعلاماً كُردياً وعربيا، الابتعاد عن المبالغة في نقل الحدث وعدم تحويره لمصلحة ذاتية، وتبنّي الموضوعية في نتاجنا، والالتزام بميثاق الشرف الصحفي، واضعين نصب اعيننا المبادئ المهنية، دون الانزلاق إلى الايديولوجية التي يتنافى الاعلام الحر والمهني مع وجودها”
تجدر الإشارة انّ نيكار محمود شيخو (1986) انتسبت الى القطاع الاعلامي منذ عام 2006، وكانت محطتها الأولى هي (وكالة انباء ناوخو) حيث عملت محررة هناك، وفي عام 2008 انتقلت للعمل في قناة “كلي كُردستان” الفضائية كمذيعة لنشرة الأحوال الجوية لعامين ومن ثم انتقلت إلى قسم التحرير في غرفة الأخبار ومنها إلى تقديم نشرة خاصة بالثورة السورية والكُرد في سوريا (نشرة كوردستانا روج آفا)، ولا بد من الذكر انّ”كلي كردستان” هي كانت اول قناة كردية تمنح ساعة من برامجها لتغطية اخبار الثورة هناك، ولازالت على رأس عملها حتى الآن.
نقلا عم جريدة المستقبل اللبنانية