شهدت جنيف أمس يوما مزدحما من اللقاءات الدبلوماسية بهدف دفع المفاوضات بين وفدي النظام والائتلاف السوري إلى الأمام. ولم يعقد الممثل الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي جلسة مفاوضات بين الوفدين أمس، إذ لم يوافق وفد الحكومة السورية على بحث هيئة الحكم الانتقالي وأصبحت القضية العالقة في المفاوضات في جولتها الثانية. وبات الإحباط واضحا على الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده عصر أمس، إذ قال «المهم والمؤسف أن سوريا في نفق مظلم وهذه المحاولات هدفها أن تكون هناك نقطة ضوء في آخر النفق ما زلنا نبحث عنها». وجاء تصريح الإبراهيمي ردا على سؤال حول ما إذا كان يشعر بأنه بات في وضع صعب بعد تعقد المفاوضات. وقال الإبراهيمي إن «تطبيق بيان جنيف يبدو أمرا معقدا جدا و(نضع) الفشل دائما أمام أعيننا, لكننا كأمم متحدة لن نترك أي شيء يمكن أن نفعله حتى نحرز تقدما». وامتنع الإبراهيمي عن وصف تعليق المفاوضات بـ«الفشل»، لكنه شدد على صعوبة الموقف وطالب بدعم دولي لدفعها للأمام، مشيرا إلى حساسية الموقف.
ورغم أن الإبراهيمي لم يخرج من الاجتماع الذي استمر ساعتين في جنيف بنتائج ملموسة، فإنه حصل على دعم الطرفين الأميركي والروسي لعملية التفاوض، وأوضح الإبراهيمي أن الولايات المتحدة وروسيا «أكدتا بلطف دعمهما لما نحاول فعله وإنهما هنا وفي عواصمهما وفي مناطق أخرى سيعملان على حل القضية لأننا الآن لا نحقق الكثير من التقدم في هذه العملية». وتابع «كدولتين راعيتين للمفاوضات، يعد دعمهما للعملية مهما لاستمرارها». ورغم التوافق بين موسكو وواشنطن على ضرورة إبقاء المفاوضات على مسارها، هناك خلاف بين الطرفين حول أجندتها. ووصفت مصادر دبلوماسية الاجتماع الثلاثي الذي عقده الإبراهيمي مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان, بأنه كان «صعبا جدا»، لأن الخلافات بينهما لم تحل. ورفضت روسيا عد وفد الحكومة السورية المسؤول عن تعليق المفاوضات. وحول الوثيقة التي قدمتها المعارضة للحل السياسي أول من أمس، قال الإبراهيمي إنها «مطروحة على طاولة المفاوضات، ومصيرها لن يتحدد اليوم»، إذ يرفض وفد الحكومة السورية التعاطي معها. وأضاف «لن نحل موضوع العنف والإرهاب وهيئة الحكم الانتقالية هذا الأسبوع ولا الأسبوع الذي يليه. نحتاج لأن نضع الأمور على الطاولة ثم نحلها».