أعلن المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم الاثنين أنه من المستبعد في الوقت الحاضر استئناف الحوار بين النظام السوري والمعارضة في جنيف. وقال الابراهيمي للصحافيين في الكويت حيث يشارك في القمة العربية غداً الثلاثاء إن “العودة الى جنيف في الوقت الحاضر ليست واردة لأن شروطها غير متوافرة”.
واجاب ردًا على سؤال عما اذا كان سيزور سوريا قريبًا “خلاص كفاية”. يذكر أن الجلسة الثانية من مفاوضات جنيف الرامية للبحث عن حل سياسي للنزاع انتهت الى الفشل في 15 شباط (فبراير) الماضي.
كما لم يتم تحديد أي موعد لاستئناف المفاوضات.
وكانت دمشق اعلنت في 14 اذار (مارس) الحالي أن الوسيط الدولي الابراهيمي “تجاوز” حدود مهمته اثر انتقاده اجراء انتخابات رئاسية في البلد، في ظل النزاع المستمر فيه منذ اكثر من ثلاث سنوات. اقر مجلس الشعب السوري قانونًا يستبعد بحكم الامر الواقع مشاركة المعارضة في المنفى في الانتخابات ويمهد الطريق امام اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد.
وكان الابراهيمي حذر من أن الانتخابات الرئاسية التي لم يعلن عن موعدها بعد ستؤدي الى نهاية المفاوضات الساعية الى وضع حد للنزاع. والمطلب الاساسي للمعارضة هو رحيل الاسد. وأدى النزاع الذي اندلع منتصف اذار (مارس) 2011 الى مقتل اكثر من 146 الف شخص، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
أجواء إيجابية
يذكر أن وزراء الخارجية العرب اختتموا في الكويت أمس الاحد اجتماعهم التحضيري للقمة العربية العادية الـ25، بعد أن اقروا مشاريع القرارات للقمة. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في تصريح صحافي “لم يكن هناك توتر بأي شكل من الاشكال، والكويت البلد المضيف عمل على تسهيل النقاشات”.
واوضح الوزير العراقي أن مسألة “استدعاء السفراء لم تطرح والاجواء كانت ايجابية جدًا”، في اشارة الى قيام المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين باستدعاء سفرائها من الدوحة احتجاجا على ما اعتبرته تدخلاً من قطر في شؤونها الداخلية عبر تقديم الدعم لجماعة الاخوان المسلمين.
ويلقي هذا التوتر بين قطر من جهة وجيرانها من الدول الخليجية من جهة ثانية، ثقله على القمة التي تبدأ اعمالها الثلاثاء. من جهته، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة إن “كل المسائل لم تناقش خلال الاجتماع، وتم التطرق الى بعضها على الهامش”، من دون أن يقدم تفاصيل اضافية.
وقال الامين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية فاضل جواد إنه سيتم تخصيص جلسة خاصة خلال القمة للمواضيع الخلافية بين الاعضاء.
كما قال وزير الدولة المغربي للشؤون الخارجية صلاح الدين مزوار إن الاجتماع تطرق الى سبل مكافحة الارهاب، الا أنه لم يتم التطرق الى احتمال وضع جماعة الاخوان المسلمين على لائحة المنظمات الارهابية.
موافقة بالإجماع
واكد الوزير العراقي أنه تمت الموافقة على جميع مشاريع القرارات بالاجماع. ويدعو مشروع القرار حول الوضع في سوريا مجلس الامن الى تحمل مسؤولياته بعد فشل مؤتمر جنيف بين النظام والمعارضة. ودُعي رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا الى القاء كلمة امام القمة الا أن مقعد سوريا خلال القمة لن يعطى الى الائتلاف بانتظار ترتيب وضعه الداخلي بشكل افضل.
ومن بين مشاريع القرارات هناك دعوة لاعطاء السلطة الفلسطينية مئة مليون دولار شهرياً. كما اقر وزراء الخارجية العرب شرعة المحكمة العربية لحقوق الانسان التي سيكون مركزها في البحرين وتم الاتفاق على أن تعقد القمة المقبلة في القاهرة.