قالت ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح أنجيلا كاين اليوم الثلثاء، يجب أن تكشف سورية عن الوثائق الخاصة ببرنامجها للأسلحة الكيماوية وتسمح للمفتشين بحرية دخول البلاد، إذا أرادت أن تقنع القوى العالمية بأنّها دمرت مخزونها بالكامل من الأسلحة السامة. وهيمنت قضية تدمير سورية مخزونَها من الأسلحة الكيماوية على المناقشات في مؤتمر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي اليوم الثلثاء. وأطلقت هذه العملية بعد هجوم بغاز السارين في 21 آب (أغسطس) العام الماضي، خلال الصراع السوري والذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين في الغوطة بدمشق. وتبادلت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم.
وانضمت دمشق إلى “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية” من دون الاعتراف بالمسؤولية عن الهجوم بعد أن هدّدت الولايات المتحدة بالتدخل عسكرياً. وأعلنت الحكومة العام الماضي عن وجود 1300 طن متري من الأسلحة الكيماوية والعشرات من مواقع الإنتاج والتخزين، إلّا أنها لم تقدم للمنظمة وثائق مكتوبة لدعم تقريرها عن أسلحة الدمار الشامل. وسلّمت سورية الأسلحة الكيماوية و98 في المئة منها دمّر في الخارج، خصوصاً على متن السفينة الأميركية “كيب راي”. لكنّ قوًى كثيرة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أبدت قلقها إزاء عدم الكشف عن البرنامج بالكامل.
وقالت كاين لرويترز: “الأمر يرجع إلى سورية لكي تتحلّى بالشفافية وتتقدّم إما بتقديم وثائق أو السماح بالوصول للناس (المشاركين في البرنامج) أو للمواقع”. وعبّر ممثل بريطانيا في “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”، جيفري آدامز عن آراء الكثير من الحكومات في تعليقات للوفود المشاركة في المؤتمر تتناول جهود الوكالة لتجميع صورة متكاملة عن البرنامج. وقال: “نحضّ سورية على انتهاز فرصة زيارة الفريق المقبلة لدمشق وتقديم أدلة موثوق بها ووثائق تدعم تأكيداتها بأنها تخلصت تماماً من برنامجها للأسلحة الكيماوية”. وقالت كاين: “ما نتحدّث عنه هو كسب الثقة بخصوص أي شيء جرى الإعلان عنه. وأنهم ينفذون كل مطالب المؤتمر”.