في خضم التحولات الكبرى التي تجري في بلادنا سوريا ، وعبر اكثر من سنتين منذ بدء الثورة السورية تدخل القضية الكردية ، مثلها مثل مجمل القضايا الوطنية في سوريا ، في حالة جديدة ، وهذه الحالة تتطلب من الجميع عملا كبيرا ودؤوبا ودقيقا وبروح المسؤولية القومية والوطنية .
ويمكن القول أن الحركة السياسية الكردية واكبت الحدث منذ بدايته بسوية مقبولة عندما سارعت الى محاولة توحيد الصف وبناء المجلس الوطني الكردي ، ثم بخطوة متقدمة اكثر بناء الهيئة الكردية العليا .. ولا شك ان هذا العمل تكتنفه صعوبات وتعقيدات كثيرة، لكن مجرد انجازهما حقق نتائج هامة يأتي في مقدمتها تفادي الصراعات الجانبية في الساحة الكردية وابعاد مخاطرها .. واليوم وبسبب تفاقم الأوضاع وازدياد المهام والمسؤوليات فان الحالة الكردية تبدو بحاجة الى خطوات أخرى في هذا المسار حيث تظهر الحاجة الماسة الى ابتكار وتطوير آليات عمل الأطر التي تتكون منها الهيئة الكردية العليا .. ففي خضم العمل لا بد من أن تظهر نقاط ضعف وتحدث أخطاء وممارسات هنا وهناك تتطلب المعالجة المستمرة والمتلاحقة .
ويأتي وضع المجلس الوطني الكردي في سوريا في مقدمة تلك المهام ، حيث ان المجلس بتركيبته التنظيمية والآليات التي يعتمدها يواجه مشاكل تعيق أداءه لواجباته وما حدث في الجلسة الأخيرة للمجلس الوطني خير دليل على ذلك . فقد ظهرت في تركيبة المجلس ما يمكن تسميتها تكتلات تحولت الى عامل معيق لمبدأ عمل المجلس الذي يرتكز على مبادئ الشراكة والتعاون والتفاهم لأن هذه التكتلات بدأت مفعولها السلبي على تلك المبادئ وهذا أوصل الأمور الى عقدة يجب تجاوزها بأسرع وقت .
ونحن في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا نرى بأن أفضل السبل لتجاوز هذه العراقيل انما تكمن في الابتعاد عن روح التكتل والحزبية الضيقة وابداء المزيد من المرونة وخلق أجواء الثقة المتبادلة وتحاشي اثارة الخلافات وخاصة منها الخلافات السياسية مثل تلك التي أثارتها بعض الأطراف في الاجتماع الأخير ووصلت لدرجة تقاذف التهم .
نحن نؤكد ان حركتنا والى جانبها شعبنا الكردي بكل شرائحه يجب أن توحد الارادة وأن تزيد التصميم على صيانة الخطوات التوحيدية المنجزة بل وتطويرها .. والذهاب الى مزيد من العمل والالتزام بنقاط الاتفاق وخاصة اتفاقية هولير بين المجلسين .. ونؤكد بأن أفضل السبل لتحقيق ذلك انما تكمن في التحلي بروح المسؤولية والاعتماد على طاقة شعبنا ، وهي طاقة عظيمة،والانطلاق من ارض الواقع هنا في القامشلي لحل أي اشكالية قد تعترض عملنا .
للاطلاع على كامل العدد اضغط هنا