احمد قاسم – ” كفاكم أن توهموا بأنكم ستحكمون لوحدكم “

Share Button

الكل مقتنع أن بدون توافق الحركة السياسية الكوردية على تشكيل مرجعية سياسية لتكون مخاطباً لمن يريد الحوار مع الكورد 12735883_859050150870082_1665491322_nوبالعكس, سيبقى الكورد على هامش التوافقات الدولية على رسم مستقبل سوريا, ولا يمكن الدخول إلى قاعات التفاوض والحوار, وسيبقى مكانه في (كاريدورات) الدوائر المعتمدة للحوار.

فمن يتحمل مسؤولية عدم التوافق هذا, و الذي تستغلها المعارضة والنظام, وحتى المجتمع الدولي لإبعاد الكورد عن أهم محفل دولي بشأن سوريا ومستقبلها.. أعتقد أن من يتهرب من التوافق وتشكيل مرجعية سياسية تمثل القرار الكوردي, هو جزء لا يتجزأ من مشروع إبعاد الكورد والإلتفاف على حقوقه المشروعة, حتى ولو إرتدى كل مقدسات كوردستان. فمن وراء ستار الكوردايتي يدمر الحلم الكوردي.. والعبرة ليس من يقدم الشهداء أكثر, فكانت شهداء الإقتتال بين الإخوة ( الإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني ) تجاوزت الخمسة آلاف شهيد, حيث كانت الصراع على السلطة.. لذلك أنا أعتبر النتائج هي التي تحدد الخطأ من الصواب.. أرجوا أن يعذرونني الأطراف في الحركة السياسية الكوردية على ما أشدد عليهم, كونهم, هم من يتحملون المسؤولية التاريخية في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ شعبنا.. ومهما توزعت المسؤوليات, أعتقد أن المجلس الوطني الكوردي ENKS و حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM هما الذان يتحملان القسط الأكبر من المسؤولية. وإن حاولنا تحديد المسؤولية أكثر دقة, فإن حزب الإتحاد الديمقراطي PYD هو من يختلط أوراق الحركة الكوردية, وهو من يعتبر أنه يمثل إرادة الشعب من خلال فرض وجهة نظره وسياساته بقوة السلاح, وهو من يحاول السيطرة الكاملة على كل مفاصل الحياة بحجة أنه من يقدم الشهداء ويدافع عن شرف وكرامة الكورد, ومن يواجه هجمات الإرهابيين.. وووو.. كل ذلك لم يكن بقرار جماعي, بل من طرف واحد مع مطالبته الدائمة لأطراف أخرى أن يأتوا للمساندة وليست للمشاركة, وفي الحالات السياسية وتفاصيل دقائق الأهداف والإستراتيجيات ” لايمكن أن يطلب طرف من طرف آخر المساندة والمساعدة بدون مشاركته لأخذ القرارات المصيرية” أعتقد أنه آن الأوان أن يراجع PYD سياساته تجاه أشقائه الكورد والسعي الجدي لتشكيل تلك المرجعية التي نحن بأمس الحاجة إليها, فلا أصدق أبداً بأن (هيثم مناع) ومن على شاكلته أقرب إلى PYD من قرب أشقائه من الكورد إليه.. وفي هذا المجال, أعتقد أن المجلس الوطني الكوردي هو أيضاً من يتحمل جزءً ليس بقليل من المسؤولية. لذلك أعتقد أن الطرفان إن وصلا إلى الإتفاق والتوافق فيما بينهما سيسهلان الطريق إلى تحقيق أهداف شعبنا.. وليعلم الطرفان, أن التشنجات الحالية بينهما لا يزيد إلا مزيداً من الشرخ والإبتعاد عن الأهداف. وإن استمرا على هذه الحالة, أعتقد أن كارثة وانتكاسة تاريخية تنتظرنا, عندها لا ينفع الندم… ولسوف يسقط الإثنان معاً.
فكان قرار التقدمي ( Pêşverû ) الإنسحاب من المجلس, كأنما قرر أن ينسحب من هذا الصراع القاتل لطالما استحال التوافق بين الطرفين بعد هولير1 وهولير2 ودهوك.. ليتمسك بمفرده لتلك الرؤية الإستراتيجية ودفع الأطراف باتجاه ما هو ضروري واستراتيجي لتحقيق أهداف شعبنا, مع الحفاظ على علاقات أخوية مع كل الأطراف خدمة لممارسة العمل التوافقي حتى ولو كان ذلك مكلفاً على الحزب ومصلحته الذاتية, لأنه أدرك أن الإنتصار يجب أن يكون للشعب ليستديم, أما إنتصار حزب على الآخر سيؤدي إلى إفشال الجميع.
——————–
أحمــــــد قاســـــــم
19\3\2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجيد 636 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 636 من جريدة الديمقراطي وهو عدد خاص برحيل الرفيق عمر جعفر عضو ...