وأستنتج الآتي:
نحن شعب نمتلك كامل الصلاحيات لتحمل مسؤوليتنا التاريخية تجاه سوريا المستقبل.. وبالتالي, فإن ما تجري في جنيف من حوارات ومفاوضات بين المعارضة والنظام, أعتقد جازماً يجب أن يكون الكورد طرفاً أصيلاً على طاولة البحث والحوار والتفاوض, لطالما أن الكورد له ما له وعليه ما عليه من الحقوق والواجبات. لذلك, ومن أجل أن يتحقق ذلك يجب أن يُمَثَلَ الكورد بوفد مستقل وبخصوصياته القومية. وهذا لا يقل من شأن إخوتنا أعضاء الكتلة الكوردية في الإئتلاف الوطني لقوى الثورة, والمشاركين ضمن وفد المعارضة المنبثقة من مؤتمر رياض.. ولا أعتقد أنهم سيهملون ما تقع على عاتقهم من مسؤوليات تاريخية, ولكن وجودهم بهذا الشكل من حيث العدد والإمكانيات, و كأننا نرسلهم لأجل إفشالهم في مهامهم, تلك المهام الخطيرة والحساسة, ولا يمكن أن ينجحوا في مهامهم لأسباب عديدة.
لذلك جاء نداء أستاذ عبد الحميد درويش كإنقاذ للموقف, وذلك من خلال عقد لقاء أوسع وأشمل للحركة السياسية الكوردية وبدعم كوردستاني من أجل تشكيل وفد ذو صلاحيات كاملة, تراف هذا الوفد لجان مختصة كمستشارين من أجل صياغة القرار والخطاب.. من الحقوقيين و أهل الفلسفة والتاريخ والجغرافيا لتحديد المسار الذي يجب أن يتبعه الوفد خلال الحوار والتفاوض.. كون الحوار والتفاوض يجري لتحديد مستقبل سوريا وشعبها, فمن الضروري أن يكون الكورد متمثلاً بوفده المستقل وبورقته التي تتضمن حقوقه القومية المشروعة وفق المواثيق والقوانين الدولية.. وأن أي تأخير لتشكيل الوفد سيترتب على الكورد خسارة تاريخية لا تعوضها أي شيء.
حيث أن نداء أستاذ عبد الحميد كان واضحاً في هذا الشأن, عندما يتم تشكيل وفد مستقل من الكورد ويتم قبوله كوفد مفاوض, عندها لن تبقى أسباب بقاء ممثلي المجلس الوطني الكوردي كمفاوضين ضمن وفد المعارضة.. وهناك من يعتبر أن إنسحاب هذين الممثلين من هيئة التفاوض تشكل خسارة للكورد, لكن إنسحابهما مشروط بتشكيل وفد موحد من جميع الفعاليات الكوردية, ومن دون تشكيل هذا الوفد لا أحد له الحق في فرض قرار الإنسحاب, ولكنني متأكد من أن حتى بقاء هذين الممثلين ضمن وفد المعارضة لا يمكن أن ينتجا ما هو مستحق للكورد من حقوق حسبما شاهدنا وقرأنا ورقة ديمستورا المقدمة إلى طرفي المعارضة والنظام.
أعتقد أن مبادرة أستاذ عبد الحميد لا يمكن إنجاحها إلا بدعم من الرئيس مسعود البرزاني والقوى الكوردستانية الرئيسية.. عند ذلك فقط يمكن أن تنجح المبادرة من خلال عقد إجنماع موسع للفعاليات السياسية والإجتماعية في قاعة واحدة وتشكيل ذاك الوفد بدعم كوردستاني محمي بشرعية قومية وجماهيرية.. أما إن حصل غياب أو رفض حضور أي طرف من الأطراف فسيتم إدانته وهو من يتحمل مسؤولية غيابه.
أتمنى أن تصغي حركتنا السياسية هذه المرة لصوت العقل في هذه الظروف الحرجة, والتي أعتقد أن قضيتنا تواجه أخطاراً حقيقية, فلا يمكن إنقاذها إلا بوحدتنا من خلال التمثيل الحقيقي والشرعي لشعبنا الذي يعشق الحرية.
———————— أحمــــد قاســــــم