احمد قاسم – ” بوحدتنا فقط نستطيع أن نحيي ذكرانا “

Share Button

لم يعد الوقت يسعفنا، ولم تعد الشعارات على المنابر تنتج خيرا لشعبنا. فلنترك كل شيء ورائنا ولنمضي إلى التوافق فيما بيننا، 12735883_859050150870082_1665491322_nأقول وللمرة الألف، فإن اللحظة التاريخية التي تفتح لنا أبوابها تحتاج إلى إرادة صادقة لتحقيق الأهداف، لطالما ناضلنا من أجلها قرنا من الزمان، وقدمنا في سبيل ذلك أثمن و أغلى الأرواح. حيث أننا في ذكرى مجزرة حلبجة واقفين خشوعا لتلك الأرواح التي راحت ضحية من أجل الحرية وتحقيق الحقوق، أؤكد لكم أيها القادة في حركة شعبنا المناضل، إن لم تؤدوا الواجب تجاه تلك التضحيات الجسام، فلن تسعفكم شعاراتكم المبطنة بالسموم، لأن التاريخ تستطع بالنتائج، وبنهجكم هذا لا تنتجون إلا المذلة والخذلان.
فقط لمرة واحدة كونوا صادقين مع شعبكم في هذه اللحظات الدقيقة والحرجة لتكونوا ممثلين لقضية شعب لم يبخل يوما من تقديم أبنائه قرابينا لتحقيق الحقوق و إثبات الوجود. كتلك اللحظة التي توحدتم فيها إدبان قيام النظام المجرم بفتنته المسعورة ضد شعبنا في قامشلو يوم 11 آذار 2004 ليكون يوم 12 آذار يوم إنتفاضة شعبية عارمة عمت المدن والقرى والأحياء حيث يوجد فيها الكورد في كوردستان سوريا وسوريا بشكل عام، كانت تلك نتيجة طبيعية لوحدة موقفكم ليتجاوب معكم الشعب بإخلاص ومواجهة رصاص مجرمي النظام بصدور عارية، مما أدى تك النهضة إلى تخبط النظام و زلزلت الأرض من تحت أقدامه. بوحدكم فقط سنحقق المستحيل، وهذا ما تعرفونه أكثر مني، ولكن تأخركم عن تحقيق وحدة قواكم وموقفكم وأهدافكم، يعني ذلك أنكم تخونون الأمانة.. أما أن تقنعون أنفسكم بأن كل واحد منكم يستطيع التفرد بالإستحقاقات التاريخية فقط من أجل السلطة، فاعلموا جيدا بأن صدام المقبور كان أقوى منكم بكل ما تعنيها القوة، وكذلك بشار الأسد الذي يتهاوى عرشه لأنه يتخبط بعنجهيته من جهة، وهلعه من النتائج من جهة أخرى إلى أين وصل بالبلاد..
إن تطمحوا لتكونوا خالدين في صفحات التاريخ كما الشهداء، وتنالوا إحترام شعبكم إلى الأبد، كونوا صادقين مع شعاراتكم، تلك الشعارات التي لم تنتج يوما غير تشويه الشارع الكوردي، لأنكم تقولون مالا تفعلون. يقينا إن أديتم الواجب كما يجب ستكونون وساما على صدور ابناء شعبكم.. فبوحدكم فقط سينهض هذا الشعب، وسوف لن يركن إلا مع تحقيق الأهداف، ولتكونوا القادة الحقيفين لشعبكم.
الآن، المجتمع الدولي في حالة الإستنفار القصوى لودع مسودة قد تكون خارطة طريق لرسم المنطقة من جديد. فهل تعلموا ماذا يعني غيابكم عن هذا المحفل؟ قديما غدرت بنا القوى الإستعمارية، أما اليوم يا أيها السادة فنحن من نغدر أنفسنا لأن الدول النافذة تطالبنا بتوحيد قوانا وتمثيلنا الدبلوماسي للحضور على طاولة التفاوض والحوار.. فماذا يعني عدم تلبيتنا لذلك النداء؟
عبدالحميد درويش صادق فيما ذهب إليه لتحقيق ما هو مطلوب. وتعهدت روسيا وأمريكا لمشاركة الكورد في المفاوضات إن استطاعوا أن يتمثلوا بوفد موحد.. لماذا عصي علينا تحقيق ذلك؟ ومن المسؤول عن عدم تحقيقه؟ تأكدوا فإن التاريخ سوف لن يرحمكم هذه المرة. وتأكدوا أيضا أنكم لم تمثلوا الشعب بمفردكم مهما عظمت شأنكم عند غير الكورد. فقط الشعب هو من يخولكم في التمثيل. ومن يقول أن الشعب أو الغالبية معي، فإنه يحاول خداع الآخر كما يخدع بشار الأسد الناس من خلال إعلانه للإنتخابات والموت يلاحق شعبه جراء سياساته المدمرة.
فقط بوحدتكم ستحققون شرعية التمثيل، وستفرضون الكورد على أن يكون شريكا في أي مشروع دولي يتحقق فيه أماني وتطلعات شعبنا بالحرية على أرضه التاريخية.
——————
أحمد قاسم. 16/3/2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجيد 636 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 636 من جريدة الديمقراطي وهو عدد خاص برحيل الرفيق عمر جعفر عضو ...