بعد اختتام لقاء تشاوري عريض في القاهرة، يؤكد معارضون سوريون شاركوا فيه أن ولادة اتحاد ديمقراطي حقيقي أمر ممكن، شريطة تجاوز المعارضين خلافاتهم الشخصية، ووضع نصب أعينهم مستقبل سوريا والدولة الديمقراطية فيها.
و يرى معارضون سوريون أن الاتحاد الديمقراطي السوري يمكن أن يكون حقيقيًا، ولفتوا إلى أنهم اجتمعوا في القاهرة من أجل الاعلان عنه، ونجحوا في جمع أكثر من 250 ناشطًا ومعارضًا على مدى ثلاثة أيام في اجتماع تشاوري. ويشير هؤلاء المعارضون إلى أن دعوة أطراف من الجيش الحر، إضافة إلى صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، والقيادي في المجلس الوطني الكردي عبد الحميد درويش، وأطراف كردية متعددة، تم بسبب تواجدهم على الارض، كما أن الاتحاد حاول دعوة جميع أطراف المعارضة، وكان المعيار الوحيد للحضور هو قبول الدعوة.
وهذا النجاح، من وجهة نظر الدكتور محمود أبو الهدى الحسيني، مدير أوقاف حلب المنشق، هو أحسن خطوة في هذه المرحلة، إذ قال لـ”ايلاف”: “أتينا لنثبت أننا اسلاميون ديمقراطيون”.
وكشف الحسيني عن تنسيق عميق مع المعارض السوري ميشيل كيلو، باتجاه أن تكون الغلبة مستقبلًا لصناديق الاقتراع، “فهي وحدها التي ترسم خارطة سوريا السياسية، أما الجغرافية فهي كما هي عليه الآن، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بها”.
تلاقح أفكار
اعتبر بعض المعارضين أن عدد المشاركين الكبير هو أمر ايجابي، لأنه لقاء تشاوري، لكن الكاتب والأديب السوري خطيب بدلة رأى في حديث لـ”ايلاف” أنه كان من الافضل اختزال العدد لصالح النوعية، “فهناك أشخاص حضروا لا علاقة لهم بالديمقراطية، وآخرون لا يمثلون شرائح واسعة في سوريا”.
اضاف: “هناك حاجة ماسة لهذا الاتحاد، لأنه يشبه الجميع، ولا يقف ضد أحد، وهو مشروع مهم لتلتقي القوى الديمقراطية فيكون لها اطار جامع لتحقق نوع من التوازن مع المشروع الاسلامي”.
ونقل طارق شرابي، عضو تيار التغيير الوطني، رغبة الجميع في العمل العام الجماعي والامل في التنسيق، ورأى أن الاتحاد فرصة لتلاقح الافكار، مشيرًا إلى ضرورة العمل السياسي إلى جانب العمل العسكري.
أما منذر اقبيق، عضو اللجنة التنظيمية للاتحاد الديمقراطي السوري، فأشار إلى لجان التواصل والمتابعة التي انبثقت عن هذا الاجتماع، لتتواصل مع الاطراف التي حضرت والتي لم تحضر، ولتنقل التوصيات التي خرجت من هذا الاجتماع التشاوري.
ونفى آقبيق تقديم أية وجبة جاهزة لهذا الاجتماع أو فرضها على الآخرين أو اجبارهم على اتباعها، “فالاتحاد الديمقراطي يقدم افكارًا للتواصل مع الاخرين، لكي نكون جميعًا شركاء حقيقيين في تجسيد تطلعات الشعب السوري في بناء دولة ديمقراطية”.
وشدد آقبيق على ضرورة التواصل مع كافة الفعاليات الثورية في الداخل، “والخطوة القادمة تتمثل في اجتماعات جديدة لانتخاب الداخل ممثلين شرعيين له، يقودون تمثيل مجموعاتهم في الاتحاد”.
هنا مكاننا
رأى رجل الأعمال السوري غسان عبود، مالك تليفزيون أورينت، أن تكرار الوجوه نفسها في المؤتمرات أمر سلبي. وقال عبر صفحته على موقع فايسبوك: “هم أنفسهم، مدمنو حضور المؤتمرات في كل مكان وتحت أي عنوان، لا يتغيب عن الحضور إلا بعض قيادات مناوئة تبحث عمن يموّل مؤتمرًا قادمًا بقيادتها، لكن بالحضور نفسه”. إلا أن المخرج السوري مأمون البني، الذي شارك في الاجتماع إلى جانب زوجته الفنانة السورية واحة الراهب، نقل لـ”ايلاف”تفاؤله، “لأن الموجودين مجموعة كانت حاضرة في المؤتمرات الأخرى، وتركت أماكنها لاسباب متعددة، ولإحساسها بأن في الاتحاد الديمقراطي مكانهم الطبيعي”.
وتدعو الفنانة السورية عزة البحرة ليبقى معيار النجاح الحقيقي تجاوز هذا الاتحاد الديمقراطي الجديد مشاكله أيا كانت، باتجاه استمراره وبقائه واتساع رقعته، ومد يده للداخل وللشباب والمرأة، “وليشعر المعارضون بالخطر الحقيقي الذي يخيم على سوريا، وليدركوا أن هناك دمارًا كاملًا على المستوى البشري والمدني والتاريخي، فيخرجون من خلافاتهم الشخصية إلى سوريا الدولة المدنية”.
بهية مارديني
ايلاف