احتضنت قاعة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون «بافتا» أول من أمس الأحد 13 أبريل (نيسان) العرض الأول في بريطانيا للفيلم الوثائقي «ألف تفاحة وتفاحة» من إخراج الراحل طه كريمي. وجاء العرض، الذي كان مساهمة من مهرجان الفيلم الكردي في لندن، لإحياء الذكرى الـ26 لحملات الإبادة الجماعية المعروفة بـ«الأنفال»، التي ذهب ضحيتها نحو 182 ألفا من أبناء جنوب كردستان في أواخر الثمانينات.
حضر العرض العديد من المثقفين والمخرجين والكتاب من الجاليات الكردية ومنطقة الشرق الأوسط والمهتمين بحقوق الإنسان. وسبق العرض السينمائي معرض فني تضمن لوحات لفنانين أكراد وعرب، وتبعته كلمات ألقتها شخصيات معروفة في الساحة السياسية والفنية البريطانية والعالمية، أبرزها النائبة البريطانية كاثرين وست، ومارغريت ايون رئيسة مؤسسة «أرامل من أجل السلام من خلال الديمقراطية»، وبيان سامي عبد الرحمن ممثلة إقليم كردستان في بريطانيا، والمخرج مظفر شافعي، بالإضافة إلى كلمة خاصة ألقاها شاهو حلبجي أحد الناجين من الهجوم الكيماوي على حلبجة.
ويعالج «ألف تفاحة وتفاحة» موضوع مجازر «الأنفال» من منظور إنساني بحت، حيث إنه يستند إلى شهادات الناجين العشرة من حملات الإبادة الجماعية التي شنها نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ضد الشعب الكردي. وتميز الفيلم بالإشارات المتكررة إلى ضرورة تحقيق السلام والمصالحة، حيث ترمز التفاحات (عنوان الفيلم) إلى الحب والسلام في عدد من القرى الكردية جنوب كردستان العراق.
وانتهى الفيلم بمشهد قوي يؤكد على عزم الناجين على التعريف بمأساة «الأنفال» والوصول إلى المصالحة من خلال وضع ألف تفاحة وتفاحة مزينة بالقرنفل مع صور لضحايا المجازر في قوارير وإلقائها في نهر دجلة الواصل بين بغداد وكردستان.
وتلت العرض السينمائي حلقة نقاش أدارها ممد اكسوي، وشارك فيها عدنان حسين أحمد (كاتب وناقد سينمائي عراقي)، وشيمان رحيم (مخرجة)، وميزجين مجد أرسلان (كاتبة ومخرجة)، ودلشاد مصطفى (مخرج وأكاديمي)، وفاضل مرادي (باحث في معهد ماكس بلانك في مدينة هاله بألمانيا).
وركز النقاش على ضرورة إبقاء ذكرى الإبادة الجماعية خلال عمليات «الأنفال»، وغيرها من المجازر التي ارتكبت في حق فئات محددة من الشعوب على أساس عرقي أو ديني أو إثني، حيّة لمنع تكرارها في المستقبل.
نقلا عن الشرق الاوسط