أحمد سليمان : كورنا….. والتحدي

Share Button

بعد تصاعد وتيرة المصابين بمرض كورونا المستجد على طول الكرة الأرضية وعرضها، و التحزير الكبير من منظمة الصحة العالمية وقادة دول العالم بخطر عدم السيطرة على انتشارها، والتي حتى الان لم يتم التوصل إلى صنع لقاحات لها رغم سعي المراكز الصحية في مختلف دول العالم وخاصة المتقدمة منها للوصول الى نتائج تهدأ من روع العالم.
ان الدول المتقدمة تبدو عاجزة امام مواجهة هذا الوباء، ولهذا فإنها لجأت و بشكل متأخر إلى اتباع الطرق التقليدية في الحد من انتشارها لأن المرحلة تتطلب الوقاية بشكل صارم إلى جانب البحث عن العلاج، ومن هنا فأن الصين استطاعت أن تحد من انتشارها والسيطرة عليها عبر اجراءات الحجر والعزل الحاسمة والصارمة ، في حين فشلت حتى الأن بقية دول العالم في هذا المسعى لانها تهاونت، ومنها من لم تستطع فرض ذلك على مواطنيها ، والأغلبية الساحقة من البشر تجاهلت الخطر ونظرت إلى الأمر بسخرية، وها هي تتجه نحو الكارثة الحقيقية.
تَنبهَ قادة العالم إلى ذلك والذين يملكون معلومات خطيرة عن الوضع من خلال مراكزهم الصحية والعلمية والتي لا تستطيع الافصاح عنها، و كثفت تلك القيادات من اطلالتها على وسائل الإعلام لتنبه شعوبها إلى الخطر الداهم و اعتبرت ما يحصل عبارة عن حرب وبائية عالمية، ومن هنا فإن الدعوة إلى تنفيذ اجراءات الوقاية يجب أن تنفذ بحذافيرها، و أن يتعاون الجميع في ذلك و لا نحمل بعضنا البعض المسؤلية بل إننا جميعا نتحمل المسؤلية، لأن العدو يمكن أن يكون في اقرب شخص لك في العائلة، كل من يحمل هذا الفيروس هو الذي يشكل الخطر، وكل إنسان معرض للاصابة، وما نشاهده من معاناة كبيرة جداً في المجتمعات المتقدمة فكيف بدول العالم الثالث، والتي نحن جزءٌ منها، ونحن ندرك تماماً مدى الضعف في القدرات الطبية لدينا والتي يصعب أن تواجه هذا الوباء الخطير، و إن كنا حتى الأن لم نسمع بمصاب في سوريا وكذلك في مناطق الادارة الذاتية، وهذا لا يعني إننا محصنون من عدم وصول الوباء، ولكن هذا يحفزنا على تنفيذ الاجراءات الوقائية والتي لا تحتاج الكثير منا غير أن نمنع التواصل لفترة مؤقتة بقصد عدم انتقال الفيروس، ولكن هذا الشكل الطبيعي دون الأخذ بالتحزيرات في علاقاتنا الاجتماعية ينبئ بخطر كبير على حياتنا . و سنندم قربباً حيث لن يفيدنا بشئ ، و نعاتب هذا وذاك ، في الوقت الذي نعرف الواقع الطبي والامكانات بمناطقنا وهي أضعف بكثير من مواجهة انتشار هكذا وباء، ولكن هذا لا يعفي السلطات من العمل بكامل طاقتها لتوفير ما يلزم وكذلك مراعاة الوضع الاقتصادي للمواطنين، و منع الاحتكار والاستغلال، ومن أجل ذلك عليها الاستفادة من خبرات المختصين من إقتصاديين وصحيين وغيرهم، والأهم التفكير الجدي بالوضع المعيشي من خلال تعويض ذوي الدخل المحدد والذين يعتمدون على عملهم اليومي، و دعوة التجار وذوي الامكانات الاقتصادية في دعم خطة للتخفيف عن العبء الاقتصادي الناتج عن اجراءات العزل.

واناشد الاخوة المواطنين في المبادرة نحو التخلي عن آجار المحلات والبيوت خلال هذه الفترة كما اناشد وسائل الاعلام في المنطقة التركيز على خطر هذا الوباء، وكذلك على الاخطاء والاهمال الذي يحصل سواء من قبل السلطات المعنية أو المواطنين، والمهم اأن نبتعد عن تسيس الأمر وأن يتعاون الجميع كل في مجاله لأن ما يواجهنا هو خطر على حياة الناس دون استثناء.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 641 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 641 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...