آذار قادم بعد شتاء بارد وماطر وقارس, والأرض ارتوت والشمس أشرقت والزهور تفتحت ,ورائحة الطبيعة تفوح بأجمل أنواع الزهور والورود والعصافير تغرد في السماء فرحا, وحتى الناس تفرح بقدوم آذار صغارا كانوا او كبارا لأنه 21-آذار عيدنا “عيد نوروز” شعلة الحرية ونور يدي كاوا الحداد الذي أنقذ البشرية من طغيان الظلام ,ومن يومها نوروز شمس تشرق على قلوبنا وتملؤه دفء وفرحا ,ونستعد لنوروز لنلبس أجمل ما عندنا ولنحتفل بأجمل الأغاني والهتافات وليجتمع جميع الأكراد حاملين شعلة الحرية وأعلام الحرية وكأنه يوم مولدنا جميعا ,ولكن الظلام جزء من شمسنا بسبب مجزرة ارتكبت بأيدي باردة وضمير ميت في 15-16اذار 1988 على شعبنا الكوردي الابي بأسلحة كيمياوية راح ضحيتها ألاف الأكراد في مدينة حلبجة فأصبح كل من 15-16 آذار ذكرى أليمة وسوداء في حياة شعبنا الكوردي.
ورغم ذلك أظهرنا صبرنا على حزننا ورجعت فرحتنا بعيدنا ولم يمض الوقت وإلا اخذوا جزء أخر من شمسنا عندما انتهكوا حقوق شبابنا الكورد في مدينة القامشلي 12 اذار 2004 وسميت انتفاضة قامشلي وراح ضحيتها عشرات من شبابنا ولاحقتها مأساة أخرى في 12 اذار 2004 على مدينة ديريك وراح ضحيتها شابان في ربيع عمرهما واظهروا وحشيتهم على كردنا في عفرين “جنة كردستان” وحلب وتليها الرقة فقتلوا نسائنا وشبابنا فأظهروا حقدهم وظلمهم للشعب الكوردي, واعتقلوا مئات من شبابنا في مدينة دمشق فكانت ذكرى حزينة ومؤلمة في تاريخنا الكوردي ,وعندما يطل اذار كل سنة علينا والأكثر حدثا 15آذار 2011 انتفاضة سوريا الكبرى أو ما سميت الربيع العربي, لكن انا أقول الربيع الكوردي وهي خلاص شعبنا من نظام فاسد لطالما عانى فيه جميع الشعب السوري ومن طغيانه وبالأخص شعبنا الكردي فكانت آذار شرارة الثورة فأظهر هذا النظام وحشيته أمام العالم وصيرورته فدمر وحرق وقتل الشعب ولم يرحم الصغار والنساء والشيوخ حتى الأبنية لم تسلم من ظلمه ولكنه لم يقتل عزيمة الشعب وإيمانه القوي بقدوم يوم ينتهي فيه هذا النظام , ومع هذا مر آذار ثاني ومعه زاد بطشه في الأرض وزادت أعداد الموتى والقتلى وكنا متفائلين بأن تكون النهاية في آذار 2012 ولكن استمر
فأصبحت شمسنا تطل علينا ونحن نمسك بقلوبنا ورافعين أيدينا للسماء ندعو للخلاص لأن العالم كله تركنا وحدنا في ساحة المعركة مع اقتراب آذار ثالث بعد ثورتنا آذار 2013 وكأن النظام ينتظر “كاوا حداد” أخر لينقذ هذا الشعب من هذا النظام الذي يخيم على بلادنا,
فكم من تاريخ كتب في هذا الشهر من دون الشهور وكأنه قدر لهذا الشهر شهر الأحداث ولعل أخر تاريخ يكتب في آذار تاريخ حريتنا بأن يكون من آذار الثورة إلى آذار خلاصنا حتى يكون عيدنا عيدين, لذا طالما قلبنا ينبض ويجري الدم في عروقنا وذرات الوطنية تتلاحم في روحنا فسيتحرر هذا الوطن وسينعم شعبه بالحرية والاستقلال .
بقلم :تشكيطاف كالو